الرباط-المغرب اليوم
خالف الأمين العام لحزب "جبهة التحرير الوطني"، عمار السعداني ما اعتاد عليه المسؤولون الجزائريون من خلال تصريحاتهم تجاه المغرب، حيث رفض التعقيب على مضامين خطاب الملك محمد السادس من العيون، تخليدا للذكرى الـ 40 للمسيرة الخضراء.
ويعد السعداني واحدا من المسؤولين الجزائريين القلائل الذين لم يهاجموا المغرب، بعد أن وجه الملك رسائل مباشرة للجارة الشرقية واتهمها بلعب دور مفصلي في استمرار النزاع بشأن الصحراء لأربعين عامًا، حيث سبق لوزير "الخارجية"، رمطان العمامرة، أن هاجم المملكة، معتبرا أنها "تعرقل إيجاد حل للنزاع".
وفي لقاء مع قناة "النهار" الجزائرية، رفض الأمين العام لحزب "جبهة التحرير الوطني"، أحد أكبر الأحزاب في الجزائر، التعليق على مواقف المغرب، مؤكدا أن التصعيد من الجانبين لا يخدم لا المغرب ولا الجزائر، في إشارة منه إلى التصريحات المتبادلة بين المسؤولين خلال الفترة الأخيرة.
وكشف السعداني أن له "موقفا خاصا" سيصارح به الشعب الجزائري عندما يحين الوقت المناسب، ملمّحا إلى إمكانية تبنيه موقفا مغايرا للموقف الرسمي الجزائري، الداعم لجبهة البوليساريو منذ أربعين عامًا انقضت.
ورفض الأمين العام لحزب "جبهة التحرير الوطني" الجزائري، الإجابة عن أسئلة الصحافي لما حاول استدراجه للتعبير عن موقف مناهض للمغرب، على غرار ما صرح به رمطان العمامرة، مشددا على أن "تبقى مسؤولية بلاده أولوية".
وتابع المتحدث ذاته أن "الجزائر ليست الوحيدة التي تتدخل في نزاع الصحراء، بل تتداخل فيها مصالح مجموعة من الأطراف، مكتفيا بالقول إن القضية مطروحة على طاولة الأمم المتحدة".
وفيما يخص دعم الدبلوماسية المغربية لقضية القبائل في الغرب الجزائري، وصف عمار السعداني إثارة هذه القضية بـ "الغباء السياسي"، مشددا على أن "القبائل متمسكون بجزائريتهم وأن هذا الحديث لا معنى له".
وأشار السعداني إلى أن الحديث في مثل هذه المواضيع في المنطقة يفتح الأبواب أمام الاستعمار، وأمام التدخل الأجنبي، حيث حذَّر من أن هناك من يحرك الأقليات كالطوارق والقبائل والمزاب والسوافة، بالإضافة إلى الأعراق الأخرى، من أجل ما وصفه بـ "التقاتل والتناطح".