الدارالبيضاء ـ حاتم قسيمي
قُتل شرطيّ مغربيّ، مساء الإثنين، بعد أن دهسته سيارة يقودها شخص كان في حالة سكر، في أحد المنعرجات القريبة من "سيدي معروف" في الدار البيضاء، فيما أُصيب شخصان آخران في الحادث بجروح متفاوتة الخطورة.وأكّد مصدر أمنيّ، أن الشرطيّ المُكلّف بالسير والجولان، والذي كان برفقة زملائه، تفاجأ بسائق السيارة الذي كان يقود سيارته بسرعة جنونيّة، إذ حاول إيقافه قبل أن يصدمه متسببًا في وفاته، وحاول السائق أن يلوذ بالفرار قبل أن تعتقله عناصر الأمن، إذ جرى وضعه رهن الحراسة النظرية، بعد أن تبيّن أنه كان في حالة سكر، ومن المنتظر أن يجري الاستماع إليه، من طرف عناصر الضابطة القضائيّة قبل إحالته إلى قاضي التحقيق، بتهمة القتل غير العمد، والقيادة في حالة سكر، مقرونة بجنحة الفرار، فيما أُصيب في الحادث رجل أمن آخر بكسور، مواطن كان بالقرب من "الباراج" بجروح متفاوتة الخطورة.
وأفادت دراسة ميدانية عن سلوكيات قائدي السيارات على الطرق في المغرب، أن الخمر والمُخدّرات تحتلان المرتبة الثانية في التسبب في حوادث الطرق، وبعدها عدم الانضباط أثناء القيادة والسرعة، وغياب وسائل الحماية.وأشار الباحث في القانون المدنيّ في كلية الحقوق في أغادير فهمي بوشعيب، إلى أن المادة 183 من مدوّنة السير، حدّدت عقوبة جنحة القيادة تحت تأثير الكحول بالحبس من 6 أشهر إلى سنة، وبغرامة من 5 : 10 آلاف درهم، أو بإحدى العقوبتين فقط، وتأمر المحكمة المختصة لزوما بإجراء إضافيّ بموجبه توقف الإدارة رخصة القيادة الخاصة بالمعني بالأمر، لمدة تتراوح بين 6 أشهر وسنة واحدة، وفي حالة العودة إلى ارتكاب المخالفة خلال الـ5 سنوات التالية لصدور مقرّر القضائيّ، تُرفع العقوبات إلى الضعف، وتسري الأحكام ذاتها في حق مُعلّم القيادة في حال تم ضبط مُتدرّب مرتكبًا لهذا الفعل".
وشدّد الباحث المغربيّ، على " خطورة الفعل المرتكب من طرف السائق، والمتمثل في القيادة تحت تأثير الكحول، وأن المُشرّع لم يكتف بتطبيق العقوبة السالبة للحرية والغرامة الماليّة، وإنما عزز هذه الإجراءات بخصم 6 نقط من الرصيد المخصّص لرخصة القيادة الخاصة بالمعني بالأمر، طبقًا لما هو منصوص عليه في المادة 99 من مدوّنة السير، هادفًا إلى مضاعفة التدابير الاحترازية لثني السائقين على إتيان هذا السلوك الخطير".