الرباط ـ كمال السليمي
في إطار التصدي للتهديد الإرهابي المحدق في المملكة، تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع إلى المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من تفكيك خلية مُتطرفة خطيرة، موالية لما يسمى بتنظيم "داعش"، تتكون من تسعة عناصر ينشطون في القنيطرة، وسلا، وقصبة تادلة، ودوار غرم لعلام (جماعة دير لقصيبة، إقليم بني ملال)، وأيت إسحاق (إقليم خنيفرة)، حيثُ تم تسخير وسائل ومعدات متطورة أثناء عمليات مداهمة، وإيقاف المشتبه فيهم، قبل نقلهم إلى مقرات إقامتهم من أجل استكمال إجراءات التفتيش والحجز.
وقد كشف التتبع أنّ أفراد هذه الخلية المتشبعين بالنهج الدموي لـ "داعش"، بلغوا مراحل مُتقدمة في التخطيط والتحضير لمشروع مُتطرف خطير، بالتنسيق مع قادة ميدانيين لهذا التنظيم، بهدف تنفيذ سلسلة من العمليات التخريبية تستهدف زعزعة أمن واستقرار المملكة، وبث الرعب في صفوف المواطنين.
في هذا الإطار، أظهرت التحريات أنّ المشتبه فيهم الذين كانوا يعتزمون الالتحاق بصفوف ما يسمى بتنظيم "داعش" في الساحتين السورية والعراقية أو فرعه في ليبيا، تلقوا تعليمات من هذا التنظيم المُتطرف، لرصد منشآت ومواقع حيوية في بعض مدن المملكة من أجل استهدافها باستعمال أسلحة نارية ومتفجرات، وذلك وفق المخططات التوسعية لـ "داعش" خارج مناطق نفوذه.
كما أفاد البحث أنّ أفراد هذه الخلية كانوا على صلة وثيقة بمقاتلين مغاربة في صفوف "داعش" في كل من سورية وليبيا، للحصول على الدعم اللوجستيكي اللازم لتنفيذ مخططاتهم المتُطرفة، وقد تم حجز أسلحة نارية وذخيرة حية خلال عملية المداهمة داخل حي "الوفاء" في مدينة القنيطرة.
كما تم العثور بحوزة عناصر هذه الخلية، على أسلحة بيضاء وسواطير، بالإضافة إلى منشورات تدعو "للجهاد" و"التكفير" ومخطوطات تشيد بما يسمى بـ"داعش" وكذا رسومات تجسد لراية هذا التنظيم المتطرف، وسيتم تقديمهم إلى العدالة فور انتهاء البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة.