الرباط-المغرب اليوم
سلّم، الأربعاء، في لاهاي، الرئاسة المشتركة للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب من تركيا إلى المغرب، وذلك بمناسبة انعقاد أشغال الدورة التاسعة لاجتماع لجنة تنسيق هذا المنتدى بحضور ممثلي الدول الأعضاء.
وسيضطلع المغرب، جنبًا إلى جنب مع هولندا، التي تحل محل الولايات المتحدة برئاسة هذا المنتدى الذي يجمع صناع القرار والخبراء من البلدان الشريكة الرئيسية في مختلف المناطق لتبادل الأفكار وأفضل الممارسات لقطع الطريق على التطرف الديني والتطرف الدولي. وفي مداخلة له بالمناسبة، قال الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون ناصر بوريطة، أن المملكة المغربية تتشرف بتحمل هذه المسؤولية الثقيلة، مؤكدًا أن الرئاسة المشتركة المغربية الهولندية هو تتويج لتعاون مثمر ضمن فريق عمل ضد المقاتلين المتطرفين الأجانب.
وبعد أن أثنى على الجهود التي بذلتها كل من الولايات المتحدة وتركيا، البلدان الرائدان في مجال مكافحة التطرف التي جعلت من المنتدى منصة مفيدة وضرورية في هذا الموضوع، رحب بوريطة بالثقة التي وضعها أعضاء المنتدى في المغرب وهولندا، اللذان سيعملان على تعزيز العمل المشترك. وأضاف المتحدث ذاته أن '' الاضطلاع بهذه المسؤولية يعكس التزامًا واضحًا، ومحددًا وبناءً للمغرب في مجال مكافحة التطرف، تنفيذًا للتوجيهات السامية لجلالة الملك محمد السادس'، وأكد أن هذه الرئاسة المشتركة تترجم عمق وأصالة التزام المغرب لتنفيذ أهداف المنتدى العالمي لمكافحة التطرف وإيمانه بأن الحرب ضد التطرف هي مسؤولية المجتمع الدولي بأسره.
وتابع بوريطة، "يعزز عزم المملكة على المساهمة بفعالية في تعزيز قيم الانفتاح والحوار والتعاون وتبادل الخبرات والممارسات الجيدة في هذا المجال، وركز على الجهود التي يبذلها المغرب في هذا السياق، ولاسيما رئاسته المشتركة لفريق العمل الخاص بالمقاتلين الأجانب، والمبادرة المشتركة مع الولايات المتحدة بشأن أمن الحدود". وذكر بوريطة أن المغرب نظم أيضا عشرة أنشطة للمنتدى المتعلقة بمجموعات عمل دولة القانون، والساحل والمقاتلين الأجانب إضافة إلى الاجتماع الخامس للجنة التنسيق للمنتدى العالمي، ودعا إلى تعزيز التفاهم والثقة المتبادلة لتحسين التعاون داخل المنتدى العالمي لمكافحة التطرف وغيرها من المحافل المماثلة للتصدي للتحديات التي تفرضها المعركة ضد المتطرفين.
وأكد السفير التركي تونك أوغدول، المنتهية ولايته للرئاسة المشتركة للمنتدى، الذي استعرض الإجراءات التي اتخذتها بلده خلال رئاستها للمنتدى العالمي لمكافحة التطرف بالتعاون مع الولايات المتحدة وشركاء آخرين، أن المغرب هو شريك لتركيا في العديد من المجالات بما في ذلك مكافحة التطرف. وأعرب عن ثقته بأن شراكة جيدة وقوية بين المغرب وهولندا ستعزز عمل المنتدى وتدعم الإنجازات التي تحققت على مدى السنوات الخمس الماضية.
وكان المغرب، الذي تم انتخابه بالإجماع للرئاسة المشتركة لهذا المنتدى خلال الدورة السابعة لاجتماع اللجنة التنسيقية للمنتدى، المنعقدة في شهر أيار/مايو 2015 في الدوحة، سيضطلع بهذه المسؤولية بعد فترة انتقالية ترأستها بشكل مشترك كل من هولندا وتركيا. ويضم المنتدى العالمي لمكافحة التطرف 30 عضوًا، فضلًا عن عدد من الدول والمنظمات الشريكة من بينها الأمم المتحدة، ويجتمع ضمنه، بشكل دوري، صناع قرار وخبراء في مجالات حيوية لمكافحة التطرف ينتمون لمختلف المناطق.