طرابلس ـ فاطمة السعداوي
أكد المبعوث الأممي إلى ليبيا، مارتن كوبلر، الجمعة الماضية، أن تنظيم "داعش" المتطرف يتمدد بشكل متزايد ويجب قتاله عسكريًا، وأن قتال التنظيم يحتاج أولًا إلى جسم تنفيذي، مشيدًا بتعاون دولة الإمارات العربية المتحدة وقطر وتركيا ومصر من أجل إيجاد حل للأزمة الليبية.
وأضاف كوبلر، خلال لقاء هاتفي مع صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية: أنا شخصيًّا شاهد على حقيقة أن هناك تعاونًا حقيقيًا مع دول أود الإشارة إليها مثل دولة الإمارات وقطر وتركيا ومصر، لاسيما أن تمدد التنظيم أصبح خطرًا على الجميع، وإذا ما استمر في التمدد نحو الشرق والجنوب فإن هذا يعتبر زرعًا لبذور انقسام داخل ليبيا، لقد فهم الجميع هذا الأمر.
وبشأن مشاكل التفاوض لتشكيل حكومة وحدة وطنية، ذكر كوبلر: مازلنا في إطار الزمن المحدد، ولا أدري إن كانت هناك مشاكل أو أي نوع من المشاكل هي، لأننا تركنا للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق واجب إدارة المفاوضات من دون تدخل من جانبنا، وحتى اللحظة ليس لدي ما يشير إلى أن المجلس لن يكون قادرًا على تقديم قائمة وزرائه إلى مجلس النواب في الزمن المقرر، وأضيف هنا مسألة ذات أهمية هي أن تدخلنا كان في مسألة واحدة وفي العلن وهي أن يكون في الحكومة ما لا يقل عن 30% من النساء، فالمجلس الرئاسي بأكمله ليس فيه امرأة واحدة، وهذا ما لاحظته النساء وكذلك الناشطون.
من جانبه، ذكر وزير الخارجية الإيطالي، باولو جنتيلوني، في مقابلة مع صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، أنه لا يرى بديلًا لاتفاق الصخيرات والحل السلمي للأزمة الليبية، مضيفًا أن كل أفق غير ذلك سيكون خطرًا بالنسبة إلى ليبيا والمجموعة الدولية، ويمكن احتواء التهديد المتطرف بطرق مختلفة ولكن ليست هناك طريقة أخرى لتثبيت البلاد بهدف إعادة إعمارها.
وبشأن ما إذا كان يتوقع تدخلًا عسكريًا غربيًا ضد التطرف في غياب حكومة في طرابلس، أكد جنتيلوني: في المرحلة الحالية، ذلك غير ممكن، وسيكون ذلك خطأ جسيمًا، الأوروبيون والأميركيون يراهنون حاليًا على توطيد استقرار البلاد، وإذا ما توجب في غضون أشهر اتخاذ قرار مرير حال تخلي الليبيين عن خيار الحكومة، سيرى تحالف دولي ضد التنظيم المتطرف في ليبيا النور، بكل تأكيد كما حدث في العراق وسورية، ولكن مرة أخرى، هذا ليس على جدول أعمالنا لا اليوم ولا الغد.
وميدانيًا، أكد مصدر طبي في مستشفى الجلاء للجراحة والحوادث في بنغازي شرقي، تسلم قتيلين و12 جريحًا من الجيش والوحدات المساندة في بنغازي وإجدابيا وجهاز حرس المنشآت في منطقة الهلال النفطي "السدرة" خلال 4 أيام، فيما تجددت الاشتباكات بين قبيلتي التبو والطوارق في مدينة أوباري، الجمعة الماضية، في خرق جديد لاتفاق المصالحة في الدوحة.