الجزائر ـ سناء سعداوي
يحتمي المئات من الأساتذة المتعاقدين المضربين عن الطعام في العراء في ضواحي محافظة بومرداس (50 كلم بعيداً عن العاصمة) بالأكياس البلاستيكية وبعض المظلات من الأمطار الغزيرة التي تنهمر عليهم في ساحة اعتصامهم في مدينة بودواو أمام أنظار الآلاف من عناصر الشرطة الجزائرية وقوات مكافحة الشغب الذين يُطوقون المكان ويمنعونهم من الزحف نحو الجزائر العاصمة.
ويرفض المحتجون إخلاء المكان والعودة إلى مكان عملهم برغم تهديدات وزارة التربية الجزائرية بفصلهم وتعويضهم بآخرين، رغم أنهم يمثلون 25 ألف أستاذ متعاقد. وقال الناطق الرسمي لتنسيقية الأساتذة المتعاقدين سعدي بشير في تصريح صحافي إن الأساتذة المحتجين لن يرضخوا لتهديدات وزارة التربية، وإن اللقاء الذي جمع ممثليهم بوزيرة التربية يوم الاثنين طالب فيه الأساتذة المتعاقدون بإدماجهم فورا في مناصب قارة، رافضين الطرح الذي قدمته وزارة التربية بتثمين سنوات الخبرة.
وخرج أكثر من 3 آلاف أستاذ متعاقد من مختلف محافظات الوطن في مسيرة طويلة مشيا على الأقدام من على بعد 240 كلم قادمين من محافظة بجاية (شرق الجزائر العاصمة) لمطالبة الجهات الرسمية بإدماجهم في مناصب عمل ثابتة. ومن بين الأساتذة الذين خرجوا في "مسيرة الكرامة" نساء حوامل ومرضى أبوا إلا المشاركة في هذه العملية الاحتجاجية وبعضهم يدرس منذ 19 عاما ولم يتم ترسيمهم في مناصب عمل ثابتة.
من جهة أخرى هددت وزيرة التربية الجزائرية نورية بن غبريط بطرد الأساتذة المتعاقدين في حال عدم التحاقهم بالمؤسسات التربوية، وراسلت وزارة التربية كافة مديرياتها في 48 محافظة جزائرية لمتابعة وضعية أزيد من 25 ألف أستاذ متعاقد، وأوصت بإبلاغ الأساتذة المتعاقدين المحتجين بتوقيفهم واستبدالهم في حال عدم التحاقهم.
وقضى الآلاف من المحتجين ليليهم في العراء طيلة عمر المسيرة التي دامت أسبوعا كاملا ووجد المحتجون خلال ذلك تضامناً من الجزائريين الذين هبوا لمساعدتهم بتوفير الأكل والمبيت بينما شارك نشطاء في المسيرة تضامنا مع المحتجين وقال الناشط جلال لوز في تصريح لـ"العربية.نت" مشاركتنا في مسيرة الكرامة "تشكل دفعا قويا للأساتذة المتعاقدين الذين يطالبون بحقوقهم في العمل الثابت".
ويستمر المحتجون في إضرابهم المفتوح عن الطعام للضغط على وزارة التربية من أجل تلبية مطلبهم بإدماجهم دون إجراء المسابقة المقررة في نهاية نيسان/أبريل الجاري.