الرباط ـ رضوان مبشور
قضى وكيل الملك في المحكمة الابتدائية في الرباط، بحبس مؤسس حركة "20 فبراير" الاحتجاجية وعضو حزب الأصالة والمعاصرة أسامة الخليفي في سجن عكاشة في مدينة سلا في ضواحي الرباط، بتهمة هتك عرض قاصر والسكر العلني، بعدما تمت إحالته على النيابة العامة في المحكمة الابتدائية في الرباط. وقالت مصادر قريبة من الملف لـ"العرب اليوم" إن أسامة الخليفي طلب من طفل قاصر يبلغ من العمر 15 عاماً مرافقته إلى مكان مهجور قرب كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة أكدال في الرباط لممارسة الجنس معه بمقابل مادي، إلا أن جدالاً بين الاثنين بسبب المبلغ المدفوع دفع بعناصر الشرطة إلى التدخل، وبخاصة أن أسامة الخليفي، كما أضافت المصادر، كان في حالة سكر بيِّن، حيث اعترف الخليفي أمام الشرطة القضائية في ولاية أمن الرباط بالمنسوب إليه وتم تسجيله في محضر. إلا أن "العرب اليوم" حصلت على رواية أخرى من والد أسامة الخليفي، اعتبر من خلالها الواقعة "مجرد انتقام مبيت من النشاطات السياسية لأسامة"، مضيفاً "يريدون أن ينتقموا من ابني بملف مفبرك"، دون أن يحدد الجهات التي تقف وراء هذا الملف. وأضاف الخليفي الأب وهو يصف تفاصيل الواقعة بالقول إن ابنه "كان ينتظر سيارة أجرة صغيرة لتقله إلى منزله، لكن قاصراً تقدم نحوه وطلب منه أن يمده بسيجارة، أعطاه أسامة سيجارة، وعاد ثانية وطلب منه أن يمده ببعض النقود، وأجابه أسامة الخليفي بالقول إنه لا يتوفر إلا على ما يكفيه للوصول إلى المنزل، وهو ما لم يستسغه القاصر ودخل معه في اشتباك بالأيدي حتى حضور عناصر الشرطة القضائية التي نقلتهما إلى ولاية أمن الرباط لتسجيل محضر في الواقعة". وأكد الخليفي الأب أن "عناصر الشرطة القضائية قامت بتزوير محضر ضمنته اتهامات لأسامة بالسكر العلني في الشارع العام وهتك عرض قاصر"، مضيفا أن ابنه "رفض الإمضاء على المحضر، إلا أنه نزل عند رغبة عناصر الشرطة القضائية ومضى على المحضر بعد تعنيفه وتهديده باستعمال التيار الكهربائي إذا رفض التوقيع على المحضر المفبرك". فيما قررت لجنة الأخلاقيات في حزب "الأصالة والمعاصرة" تجميد عضوية أسامة الخليفي في الحزب، على خلفية اتهامه بالتورط في الملف المذكور، إلى حين صدور الحكم في حقه. ويعتبر أسامة الخليفي من أبرز مؤسسي حركة "20 فبراير" التي خرجت للاحتجاج في أغلب مدن المملكة، بعد ما يعرف ب "الربيع العربي"، وسبق له أن ترشح في وقت سابق لقيادة شبيبة حزب "الأصالة والمعاصرة"، إلا أن أغلب قيادات الحزب رفضوا فكرة ترشيحه لسبب أفكاره السياسية المناوئة للنظام الحاكم ومؤسساته.