وجدة- كمال لمريني
يعقد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، الثلاثاء، اجتماعا وزاريا طارئا في مقر قصر المرادية لطرح ملفات ثقيلة، في وقت أعلن فيه تنظيم "البوليساريو"، وفاة محمد عبد العزيز المراكشي زعيم الجبهة الانفصالية.
وذكرت الصحافة الجزائرية، أن موضوع الاجتماع والملفات التي سيتم طرحها للنقاش لم تحدد بالضبط، مؤكدة أن الاجتماع يحضره جميع الوزراء، ويأتي هذا الاجتماع، بعد أن أعلنت وكالة الأنباء الصحراوية، أن محمد عبد العزيز المراكشي "انتقل إلى مثواه الأخير بعد صراع طويل مع المرض".
وعانى زعيم الانفصاليين من مرض السرطان الذي غيبه طويلا عن المشهد السياسي لأنشطة جبهة البوليساريو، حيث لم يتمكن من حضور عدد من المواعيد الهامة بالنسبة لجبهة البوليساريو، وولد "حمتو" كما يحلوا لأبناء الأقاليم الصحراوية أن ينادوا من اسمهم محمد، أو محمد عبد العزيز، أو عبد العزيز المراكشي كما يناديه المغاربة في 17 غشت سنة 1948 بمدينة مراكش، وتابع دراسته الثانوية بمدينة مراكش، والجامعية في مدينة الرباط إلى تاريخ سبتمبر 1975.
وانتخب المراكشي عضو مؤسس لجبهة البوليساريو، في مكتبها السياسي خلال مؤتمرها التأسيسي في 10 ماي 1973، وظل قائدا عسكريا في الجبهة حتى انتخابه بعد مقتل الولي مصطفى السيد العربي مؤسس جبهة البوليساريو وأمينها العام في هجوم على نواكشوط عاصمة موريتانيا في 9 يونيو 1976، وفي المؤتمر الثالث لجبهة البوليزاريو المنعقد في أغسطس 1976 عين محمد عبد العزيز أميناً عاماً للجبهة ورئيساً لمجلس قيادة الثورة، وفي أكتوبر 1976 عين محمد عبد العزيز رئيسا للجمهورية الصحراوية الوهمية في مؤتمر جبهة البوليساريو الخامس، وظل انتخابه يعاد المرة تلو المرة في هذا المنصب منذ ذلك التاريخ، وفي 12 نوفمبر 1985 أصبحت جبهة البوليساريو، بدعم من الجزائر ودول إفريقية مرشاة، أصبحت عضوا في منظمة الوحدة الإفريقية، اي الاتحاد الافريقي حاليا، على الرغم من أنها لا تتوفر على مواصفات الدولة ، وليست عضوا في الأمم المتحدة أو الجامعة العربية، مما دفع المغرب انسجاما مع قناعاته إلى الانسحاب من منظمة الوحدة الأفريقية.
و اعترفت بالجبهة أكثر من 70 دولة ، في نهاية السبعينيات، بفضل المال الجزائري السخي، لكن وضعيتها السياسية والعسكرية اختلفت بعد ذلك لعدة أسباب لعل من أهمها: ظهور بوادر الانشقاق داخل صفوف جبهة البوليساريو حيث يرى بعض المحللين أن أهم العناصر الباقية إلى جانب محمد عبد العزيز هي من قبيلته الركيبات، وتعرض عناصر القبائل الصحراوية الأخرى للإقصاء والتهميش داخل الجبهة، و بدأ عدد من قياداتها العودة إلى المغرب.
وأكد محمد عبد العزيز إنه في حال فشل الأمم المتحدة في مهمتها المتمثلة في “تنظيم استفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية” ، “فإننا نقترب شيئا فشيئا من نفاد صبر الصحراويين ومن الخيارات الأخرى تلك المتمثلة في المواجهات العسكرية”، واليوم و بعد إعلان وفاة عبد العزيز المراكشي فإن الجبهة ستدخل حسب عدد من المتتبعين في مسلسل من الصراعات بين أقطابها الذين سيسعون للسيطرة على مقدرات المغاربة المحتجزين في تندوف، غياب الزعيم الأبدي يطرح عدة تساؤلات حول مستقبل القيادة والبوليساريو بصفة عامة الأمر الذي أكدته حرب الزعامات التي ستكون الضربة القاضية لتفكيك هذا الكيان الوهمي الذي عمر طويلا ، الأمر الذي أدى بمسؤولي قصر المرادية بالجزائر الذين يعرقلون تسوية ملف الصحراء المغربية إلى الاجتماع بوفد من البوليساريو لتدارس وضعية الجبهة في حالة غياب الرئيس الأبدي .