واشنطن _ المغرب اليوم
دينامية جديد من العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وأمريكا وإسرائيل توجت بتوقيع إعلان مشترك وتوقيع عدد من الاتفاقيات بين الرباط وتل أبيب من جهة وبين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المغربية من جهة ثانية، بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بكامل السيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية. وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن سلسلة من الجهود الرامية إلى توسيع الاستثمار الأمريكي بالمغرب وتعزيز دور المملكة كقطب اقتصادي بالقارة الإفريقية. وإجمالا، تعتزم هذه المبادرات رصد مبلغ 5 مليارات دولار من الاستثمارات بالمغرب وعبر المنطقة. وأكد دايفيد فيشر، سفير الولايات المتحدة الأمريكية المعتمد لدى المملكة المغربية، أن الشراكة بين المغرب وأمريكا هي قديمة وقوية للغاية، معتبرا أن الاتفاق الجديد بين البلدين يجعل هذه
الشراكة أفضل وأكثر استدامة. وكشف السفير فيشر، في حوار مع جريدة هسبريس الإلكترونية، أنه سيذهب، في الأسبوعين الأولين لشهر يناير المقبل، إلى مدينة الداخلة حيث سيكون مقر القنصلية الأمريكية، في إطار البحث عن مقر التمثيلية الدبلوماسية؛ لكنه أشار إلى أنه في البداية سيتم اعتماد ما يسمى بالتواجد الافتراضي (Virtual Presence Posts (VPPs قبل تعيين قنصل ومستخدمين وقبل الافتتاح الرسمي. وأورد السفير الأمريكي أن اعتراف واشنطن بمغربية الصحراء يعد “خطوة كبيرة للغاية ويعني الكثير”، وأكد أن الولايات المتحدة تعمل على إقناع شركائها للاعتراف بالسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية. واستغرب السفير فيشر من بعض التحليلات التي تحدثت عن إمكانية تراجع الرئيس المقبل جو بايدن عن قرارات الرئيس ترامب بخصوص
مغربية الصحراء، وقال إن العلاقات بين المغرب وأمريكا قديمة منذ عام 1777 من خلال الديمقراطيين والجمهوريين، وشدد على أن القرار الرئاسي لترامب “سيظل قائما، وستكون لدينا علاقة اقتصادية دافئة ورائعة، سواء من خلال الإدارة الجمهورية أو الديمقراطية”. في ما يلي نص الحوار مع السفير الأمريكي بالمغرب، دايفيد فيشر. كيف يمكن للمغرب أن يستفيد من الاتفاق الأخير الموقع مع أمريكا بخصوص استثمار 5 مليارات دولار بالمملكة وعبر المنطقة؟ الشراكة بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المغربية قديمة وقوية بقيادة الرئيس دونالد ترامب والملك محمد السادس، والاتفاقيات الجديدة الموقعة بينهما تتيح لنا الفرص لجعل هذه الشراكة أقوى وأفضل وأكثر استدامة. إنه أمر إيجابي للغاية. الاتفاقية، التي وقعنا، كانت كبيرة من حيث المبلغ؛
لكن لدينا بالفعل الكثير من العمل الجاري في المغرب الآن، إما من خلال أنشطة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) ووكالة تحدي الألفية- المغرب (MCA Morocco) أو من خلال شراكات وبرامج أخرى مع المغرب.
ما هي القطاعات التي ستركز عليها أمريكا في استثماراتها المرتقبة، خصوصا بالصحراء المغربية؟ بداية، نسميها الأقاليم الجنوبية، ونعتقدُ أن بلدنا سيخبرنا بالقطاعات التي يجب أن نركز عليها، وما هي الفرص التي ستكون متاحة والأماكن التي يجب أن نذهب إليها من أجل الاستثمار. نحن سنقوم بافتتاح قنصلية في مدينة الداخلة، وسأكون هناك قبل العاشر من شهر يناير المقبل للبحث عن مقر القنصلية، ولقد حددنا شخصًا سيكون مساعدنا في هذه المهمة. نحن نعمل بسرعة كبيرة لتحقيق ذلك.
ونعتقد أن سبب ذهابنا إلى الداخلة هو الفرص الصناعية التي سيتم ترجمتها لتحسين الوضعية الاجتماعية بالمنطقة وتوفير فرص شغل. أظن أنه ستكون هناك بعض الفرص الصناعية الكبيرة وأخرى صغيرة. كما تعلمون، الأمر يتعلق بتحسين حالة الإنسان وكيف يمكن أن نساعد الساكنة على تحسين وضعيتها وكسب مصادر رزقها، بالإضافة إلى الرفع من قوة الشركات المغربية أو الشركات المستثمرة الأخرى. الآن أمريكا تعترف بمغربية الصحراء، كيف ستساعد واشنطن الرباط على إقناع دول أخرى بالاعتراف بالسيادة المغربية على كامل الأقاليم الجنوبية؟ الأقاليم الجنوبية، كما قلت سابقاً. إن اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على صحرائه خطوة كبيرة للغاية، وهذا يعني الكثير. لقد اعترفنا بمغربية الصحراء، ودافعنا عن ذلك بين
أصدقائنا، وسنتحدث عن ذلك مع شركائنا في المستقبل؛ لكننا ما زلنا نؤمن بإشراف الأمم المتحدة على النزاع لإيجاد حل له، ونحن ندعم تعيين مبعوث جديد ونؤيد تلك الخطوات. ما هو تعليقك على بعض التفسيرات التي تزعم أن إدارة الرئيس المقبل جو بايدن ستتجاهل قرارات ترامب، خصوصا تلك المتعلقة بمغربية الصحراء؟ يبدو أن وسائل الإعلام هي الوحيدة التي تقول ذلك. لدينا علاقات مع المغرب منذ عام 1777 من خلال الديمقراطيين والجمهوريين، ما يحدث اليوم يجعل العالم أكثر أماناً، ونحن بحاجة إلى شراكة بين إسرائيل والمغرب ودول أخرى. أعتقد أن الإعلان الذي وقع عليه الرئيس دونالد ترامب سيظل قائما، وستكون لدينا علاقة اقتصادية دافئة ورائعة، سواء من خلال الإدارة الجمهورية أو الديمقراطية. كيف ترون قرار المغرب باستئناف العلاقات
الدبلوماسية مع إسرائيل والاتفاقيات الموقعة بين البلدين؟ أعتقد عندما تتحدث وتعمل وتنفتح على الآخر، عندما يمكنك السفر إلى بلدان أخرى، فأنت تقبل بالآخر. في المغرب، لدينا مثلا هذه السنة 40 أو 50 ألف سائح إسرائيلي، وقد يكون أكثر لأن ليس لديّ الرقم بالضبط. السياحة كانت دائما جيدة بين المغرب وإسرائيل، وهناك مئات الآلاف من الإسرائيليين من أصول مغربية. وكما قلت سابقا، هناك ثمانية وزراء إسرائيليين من أصول مغربية. أعتقد أنه عندما تتحدث وتفهم جارك، سيكون لديك القدرة على المضي قدمًا في سلام؛ لكن عندما لا تتكلم ولا تعرف تفكير الآخر فهذا أمر صعب. هل تساهم عودة العلاقات بين البلدين في إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني؟ آمل أن يحدث هذا الأمر، سواء كان ذلك من خلال حل الدولتين أو من خلال حل آخر؛ ولكن مرة
أخرى إذا لم تتحدث إذا لم تكن منفتحًا مع بعضكما البعض، فمن الصعب جدًا المضي قدمًا وحل أي شيء. كيف ترى الخصوصية المغربية في علاقتها مع الجالية اليهودية؟ أعتقد أنها نابضة بالحياة، وأعتقد أنها قوية. كما ذكرت، لقد شاهدنا كيف تحدث مئير بن شبات، مستشار الأمن القومي لدولة إسرائيل، باللهجة المحلية المغربية. لقد ولد هنا وأمه مغربية يهودية، كنت معه في العشاء، وكان يتحدث عن علاقته القوية مع المغرب وكيف كانت مشاعره من خلال هذه الزيارة. لقد كانت، بالفعل، جلسة مليئة بالعاطفة والمشاعر للغاية. أعتقد عندما يكون لديك هؤلاء يوجد سلام وتفاهمات ويمكنك المضي قدماً. نعود إلى قنصلية الداخلة، هل سيكون افتتاحها بعد تسليم السلط بين الرئيسين؟ سأذهب إلى الداخلية في الأسبوعين الأولين من شهر يناير المقبل، سيكون لدينا في البداية ما يسمى بالتواجد الافتراضي (Virtual Presence Posts (VPPs قبل تعيين قنصل ومستخدمين وقبل الافتتاح الرسمي. ومن الواضح أنه لن يكون لدينا مبنى تم بناؤه بحلول ذلك الوقت؛ لكننا سنذهب لنرى ما إذا كان هناك مرفق يمكن استغلاله مؤقتا، ونحن نأمل أن تفتتح القنصلية قريبا.
قد يهمك ايضا