الرباط - المغرب اليوم
أعادت الحصيلة المعلن عنها قبل قليل من طرف وزارة الصحة المغربية المخاوف إلى قلوب المواطنين خاصة وأن 24 ساعة الأخيرة شهدت رقما قياسيا في عدد حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا، في الوقت الذي كان ينتظر فيه الجميع السيطرة بشكل تام على الوباء، ووصول المصابين الجدد إلى ما دون 20 حالة يوميا، لكن العكس هو ما حصل، وتم تسجيل 539 إصابة 457 منها بالقنيطرة وحدها وتحديدا بمنطقة لالة ميمونة.
ولكي نفهم أكثر حقيقة ما جرى، يجب التذكير بأن الأمر يتعلق بضيعات فلاحية تقع شمال القنيطرة، متخصصة أساسا في إنتاج وجمع وفرز الفراولة قبل تصديرها إلى الخارج، إذ أن أولى حالات الإصابة سجلت قبل عدة أسابيع من اليوم في صفوف العاملات، إلا أنه تم التستر على ما يحدث حتى تستمر سلسلة الإنتاج، طبعا خدمة لمصالح اللوبيات المستثمرة في القطاع والتي ضغطت بكل قوتها لتحقيق هدفها.
فالجميع يعلم أن انتشار كورونا بالمغرب تزامنا مع بداية موسم جني الفراولة، كما أن سرعة تلف هذه الفاكهة جعلت حماية المصالح الاقتصادية لأصحاب الضيعات أهم من الحفاظ على صحة العمال ومصلحة المواطنين ككل، إذ أن أي توقف للعمل كان سيعني ضياع مئات الهكتارات من المنتوج، ومن هنا يتبين أن أياد خفية تحركت في الكواليس وغطت على الخروقات المسجلة إلى أن وصلنا إلى كارثة اليوم.
الحكومة اليوم مطالبة بالتحرك وفتح تحقيق شفاف ونزيه لتحديد المسؤولين عن تفشي هذه البؤرة الوبائية ومحاسبة كل من سولت له نفسه المخاطرة بأرواح المغاربة خدمة لمجموعة من "الإقطاعيين".
قد يهمك ايضا:
تسجيل 45 إصابة جديدة بـ"كورونا" في المغرب والحصيلة ترتفع إلى9042