واشنطن _المغرب اليوم
أكد سفير الولايات المتحدة الأمريكية المعتمد لدى المملكة المغربية، دايفيد فيشر، أن العلاقات بين واشنطن والرباط هي الأقوى على الإطلاق اليوم، مشيراً إلى أن السفارة الأمريكية تتشاور بشكل وثيق مع الحكومة المغربية بشأن مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وشدد السفير الأمريكي، في حوار مع جريدة هسبريس الإلكترونية، على أن المغرب شريك أساسي في جهود مكافحة الإرهاب، وحليف رئيس من خارج حلف الناتو، ولاعب محوري في القضايا التي تواجه منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وأضاف دايفيد فيشر أن "الولايات المتحدة والمغرب يحظيان بتعاون قوي وطويل الأمد في مكافحة الإرهاب، إذ تعمل الدولتان بشكل وثيق لحماية مصالح أمنيهما المحليين"، مبرزا أن جهود المغرب الناجحة لمكافحة الإرهاب دأبت على
التخفيف من مخاطر المد الإرهابي. وفي الصدد ذاته، أشاد السفير الأمريكي بدور المغرب كقوة إقليمية في مواجهة الخطر الإيراني الذي يهدد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وقال إن "المغرب قوة مضاعفة للسلام في المنطقة، والولايات لمتحدة تقدر تقديرا عاليا دوره في مكافحة القوة المزعزعة للاستقرار التي تلعبها إيران، كمصدر للإرهاب، في جميع أنحاء المنطقة". وعبر فيشر، وهو رجل أعمال سابق، عن شرفه ليكون سفيرا لبلده في دولة مثل المغرب، وقال إن "المغاربة لا مثيل لهم في كرم الضيافة"، مؤكدا أنه سيبذل قصارى جهده لتطوير الشراكة القوية بين البلدين، التي وصفها بأنها "لا مثيل لها". إليكم نص الحوار: يُتابع الرأي العام في المغرب بشغف كبير مجريات الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ما هي أبرز التحديات التي تواجه هذه
الانتخابات التي تأتي في سياق الأزمة الصحية العالمية المرتبطة بفيروس كورونا؟. من أهم حقوق المواطنين الأمريكيين هو حق التصويت. هذه هي المرة الأولى منذ أكثر من قرن التي تجري فيها الانتخابات الرئاسية خلال جائحة عالمية. في أمريكا، تأخذ الولايات والحكومات المحلية زمام المبادرة في إدارة الاستحقاقات الانتخابية، وفي جميع أنحاء البلاد اتخذت الحكومات تدابير مكثفة لحماية عملية التصويت وضمان صحة وسلامة الناخبين، اعتماداً على خصوصيات الظروف المحلية. اين وصل اللقاح الأمريكي، خصوصا أن المغاربة ينتظرون ما ستسفر عنه مجهودات منصف السلاوي، المستشار العلمي للبيت الأبيض؟. تعمل الولايات المتحدة الأمريكية مع شركاء دوليين من القطاعين العام والخاص لتعزيز معرفتنا بسرعة فيروس "السارس كوف
الثاني" الذي يسبب "كوفيد 19"، وإبلاغ قراراتنا المتعلقة بالصحة العامة، وتسريع البحث والتطوير بخصوص اللقاحات والعلاجات والتشخيص. هذا الوضع المتعلق بفيروس كورونا جلب العام الماضي تحديات جديدة للمغرب وللولايات المتحدة الأمريكية وللعالم بأسره. لكننا نعمل معاً لهزيمة "سارس كوف 2" وإنهاء هذه الجائحة في أسرع وقت ممكن. ويجب الإشارة هنا إلى أن حكومة أمريكا أقامت شراكة مع المملكة المغربية لاستثمار ملايين الدولارات من أجل التصدي لوباء كورونا في المغرب. ويتمثل هذا التعاون في المساعدة في إعداد الأنظمة المختبرية، وتحسين اكتشاف حالات كوفيد 19 ومراقبتها، ودعم الخبراء التقنيين، بالإضافة إلى مجالات أخرى. نحن نخطط لمواصلة شراكتنا وتعاوننا الوثيقين للعمل معاً لهزيمة SARS-COV-2. العام المقبل
يحتفلُ المغرب وأمريكا بمرور 200 سنة على الصداقة التاريخية بينهما، كيف تقيمون هذه الشراكة الإستراتيجية بين الرباط وواشنطن؟. هذا صحيح، يُصادف العام المقبل الذكرى المئوية الثانية لتأسيس المفوضية الأمريكية في طنجة، أقدم بناية دبلوماسية أمريكية في العالم، والمعلم التاريخي الوطني الأمريكي الوحيد خارج الولايات المتحدة. لكن التاريخ الطويل الخاص الذي تشاركه الولايات المتحدة مع المغرب يعود إلى أبعد من ذلك، إلى بدايات ولادة الولايات المتحدة الأمريكية، عندما وقع بلدانا معاهدة السلام والصداقة التي تعد أطول معاهدة غير منقطعة في تاريخ الولايات المتحدة. لبلدينا تاريخ طويل في العمل معاً على المستوى الثنائي والإقليمي. اليوم، العلاقة بين الولايات المتحدة والمغرب هي الأقوى على لإطلاق، ونحن نجعلها أقوى كل يوم. تتشاور سفارتنا
بشكل وثيق مع الحكومة المغربية حول مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك الأمن الإقليمي، والسياسة الخارجية، والاقتصاد، والتنمية المستدامة. المغرب شريك حاسم في جهود مكافحة الإرهاب، وحليف رئيسي من خارج حلف الناتو، ولاعب محوري في القضايا التي تواجه منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وقع المغرب وأمريكا اتفاقية عسكرية تمتد لعشر سنوات، هل من مخططات لاستثمار هذه الاتفاقية في مجال التعاون في صناعة الأسلحة؟. "خارطة الطريق للتعاون الدفاعي" الموقعة حديثاً بين الولايات المتحدة والمغرب ستوجه التعاون بين البلدين في مجموعة من المجالات ذات الأولوية، مع احتمال أن تشمل تطوير صناعة الدفاع في المغرب. لقد زار وزير الدفاع، مارك إسبر، الرباط في أكتوبر الماضي للبرهنة على أهمية
التعاون في المجال الدفاعي بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية، ولدعم جهود التحديث المغربية في مواجهة التهديدات الإقليمية بشكل أكثر فعالية. يشهد ملف الصحراء المغربية تطورات ميدانية من قبل جبهة البوليساريو، ما هو تعليقكم على الأحداث الأخيرة في معبر الكركرات الحدودي؟ وكيف تقيمون مسار نزاع الصحراء والمجهودات الدولية في الصدد ذاته؟. نحن على علم بالتقارير الواردة من بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية "المينورسو" التي تُفيد بوجود عشرات الأشخاص في الشريط العازل بمعبر الكركرات، ما يعيق حركة المرور التي تمر عبر المنطقة. وفي هذا الصدد، نحن نكرر دعوة الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة جميع الأطراف المعنية إلى ممارسة ضبط النفس واتخاذ جميع الخطوات اللازمة لنزع فتيل التوترات في
المنطقة العازلة؛ بما في ذلك عدم عرقلة حركة المرور المدنية والتجارية المنتظمة. الولايات المتحدة الأمريكية تدعم الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين. وسنواصل مراقبة الوضع عن كثب. باعتباركم سفيرا معينا حديثا للولايات المتحدة الأمريكية وقادما من عالم المال والأعمال في المغرب، ما هي أبرز أجندتكم لتطوير العلاقات بين البلدين؟. يشرفني أن أكون هنا في المغرب كسفير لتمثيل الولايات المتحدة الأمريكية. المغرب بلد جميل وغني ونابض بالحياة، والمغاربة لا مثيل لهم في كرم الضيافة. إن الشراكة الإستراتيجية بين الولايات المتحدة والمغرب قوية بالفعل، بل إنها لا مثيل لها- حيث تعود علاقتنا الدبلوماسية إلى تاريخ تأسيس بلدي. تحت قيادة الملك محمد السادس، يمكننا وسوف نجعل هذه الشراكة
أقوى. أنا قادم من عالم الأعمال، وتوفر الشراكة بين الولايات المتحدة والمغرب فرصا لا حصر لها للاستثمار والنمو لكلا البلدين. سيكون العام المقبل علامة فارقة في علاقتنا الاقتصادية، فهو يُصادف الذكرى الخامسة عشر لاتفاقية التبادل الحر بين أمريكا والرباط. المغرب هو البلد الوحيد في إفريقيا الذي أبرمنا معه اتفاقية التبادل الحر، وهذا من بين الأسباب التي تجعلنا نرى المملكة كبوابة للقارة الإفريقية. تعمل في المغرب أكثر من 150 شركة أمريكية، ما يوفر فرص شغل للاقتصاد المحلي. وفي السنوات المقبلة، سنواصل الترويج لمزايا اتفاقية التبادل الحر ونشجع المزيد من الشركات على الاستفادة منها. تدعم اتفاقية التبادل الحر (FTA) أيضا أهداف المغرب في التطور كمركز إقليمي للمال والطاقة وكمركز تجاري، ما يوفر فرصا لتوطين الخدمات وإنهاء
المهام وإعادة تصدير البضائع إلى الأسواق في إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط. المغرب مهيأ بشكل فريد بفضل علاقاته الواسعة واتفاقية التجارة الحرة ليصبح شريكا تجاريا رئيسيا للعالم. في العالم المقبل، نتطلع أيضا إلى العمل مع شركائنا في القوات المسلحة الملكية المغربية لاستضافة تمرين الأسد الإفريقي، وهو أكبر تدريب عسكري في القارة الإفريقية. ما هي أبرز القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خصوصا على مستوى مواجهة الخطر الإيراني ومواجهة الإرهاب في المنطقة؟. يظل المغرب شريكا مهما في مجموعة من القضايا الأمنية. تشارك المملكة في أكثر من 100 عملية عسكرية معنا سنويا، وهي شريك في برنامجنا الدولي للتعليم والتدريب العسكري، وشريك كذلك في التحالف العالمي لهزيمة "داعش". بالتأكيد، المغرب
قوة مضاعفة للسلام في المنطقة، ونحن نقدر تقديرا عاليا دوره في مكافحة القوة المزعزعة للاستقرار التي تلعبها إيران، كمصدر للإرهاب، في جميع أنحاء المنطقة. تحظى الولايات المتحدة والمغرب بتعاون قوي وطويل الأمد في مكافحة الإرهاب، إذ تعمل الدولتان بشكل وثيق لحماية مصالح أمنيهما المحليين. ونفذت الحكومة المغربية إستراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب، تشمل تدابير اليقظة الأمنية، وتعاونا إقليميا ودوليا، وسياسات لمكافحة التطرف. لقد دأبت جهود المغرب الناجحة لمكافحة الإرهاب على التخفيف من مخاطر المد الإرهابي. ويلعب المغرب أيضا دورا قياديا في الأمن الإفريقي، إذ يساهم بأكثر من 2000 جندي في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، ويعلب دورا رئيسيا في توسيع القدرات الأمنية الإقليمية. وفي الختام، تجب الإشارة إلى أننا نقدر دعم المغرب المستمر لمنتدى الحوار السياسي الليبي الذي ترعاه منظمة الأمم المتحدة كوسيلة نحو التوصل إلى حل سياسي تفاوضي شامل للصراع في ليبيا.
قد يهمك ايضا
دراسة حديثة تكشف عن ثلاثة شروط أساسية لتطويق وباء "كورونا"
ترامب يهاجم وسائل الإعلام ويتّهمها بالتغطية على فساد جو بايدن