الجزائر ـ ربيعة خريس
وقعت "حركة النهضة" و"جبهة العدالة والتنمية" الإسلاميتين في الجزائر، الثلاثاء، اتفاق وحدة، للعودة إلى "النهضة التاريخية"، التي انشقت علم 1997، بسبب الخلاف الذي كان قائمًا بين قيادات الحركة حول مسألة ترشح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة للانتخابات الرئاسية آنذاك.
ووقع الاتفاق في حفل بروتوكولي كبير، حضرته قيادات من الأحزاب الإسلامية في الجزائر، وكل من رئيس "جبهة العدالة والتنمية"، الشيخ عبدالله جاب الله، ورئيس حركة النهضة الجزائرية، على وثيقة مشروع الوحدة، الذي أطلق عليه اسم "التحالف الاستراتيجي الاندماجي".
ويسعى الحزبان من وراء هذا التحالف إلى استرجاع بريق الحراك السياسي للأحزاب الإسلامية، التي لاحقتها العديد من النكسات في الاستحقاقات الانتخابية الماضية. ووصف القيادي في "جبهة العدالة والتنمية"، لخضر بن خلاف، أحد مهندسي هذا التحالف، برفقة القيادي في "حركة النهضة" الجزائرية، هذا الحدث بـ"التاريخي"، قائلاً، في تصريحات صحافية: "أخيرا تمكنت الأحزاب الإسلامية من لم شملها في إطار عمل مشترك".
وأشار إلى أن الأحزاب الإسلامية في الجزائر باشرت حراكًا سياسيًا، منذ سنوات، لكنها فشلت في تحقيق حلمها، بسبب كثرة المبادرات السياسية المتفردة، لذلك لم تتمكن من لم شملها، والضغط على السلطة الجزائرية، التي نجحت في استثمار هذا الانشقاق، موضحًا أن هذا التحالف سيمكن الأحزاب الاسلامية من الممارسة السياسية الجادة.
وعن إمكانية التحاق "حركة مجتمع السلم" الجزائرية بهذه المبادرة، قال "بن خلاف" إن الأبواب مفتوحة لمن يرغب في الاندماج". وذكر أن هناك مساع حثيثة تمت مع قيادة "حركة مجتمع السلم" من أجل الوحدة، لكنها رفضت المسعى، وفق قوله. وأضاف أن الأزمة التي تمر بها البلاد تجبر الكل على المضي قدمًا في تجميع الطاقات، لا البقاء منقسمين متفرقين.