تونس - أسماء خليفة
أنهت وزارة الخارجيَّة الألمانيَّة مهامَّ السّفير يانس بلوتنر في تونس بداية الأسبوع الجاري بالتوازي مع تقديم مهدي جمعة حكومته للمجلس الوطنيّ التأسيسيّ. وكان بلوتنر قد واجه انتقادات واسعة في الشّارع التونسي على خلفيّة نشر صورة له مع مرشّح رئاسة الوزراء التونسيّ مهدي جمعة في شهر ديسمبر/ كانون الأول في موقع التواصل الاجتماعيّ فايسبوك وهي صورة تمّ التقاطها في أحد المطاعم الشعبية في الشمال الغربي التونسي وبدت صورة عفوية تثبت ودًّا بين الرجلين. وأشار منتقدو صورة بلوتنر وجمعة إلى أنّ ألمانيا لعبت عبر سفيرها دورًا في ترجيح كفة جمعة لتولي منصب رئاسة الوزراء تأكيدًا لما تم تسريبه في شهر سبتمبر/ تشرين الماضي بأن ألمانيا بصدد لعب وساطة بين الفرقاء السياسيين لإيجاد مخرج للأزمة السياسية التونسية التي أعقبت اغتيال النائب محمد البراهمي أواخر شهر جويلية/يوليو. ويبدو أن الخارجية الألمانية لقيت حرجًا في الإبقاء على سفيرها بلوتنر في تونس ما بعد تولي جمعة رئاسة الحكومة الجديدة علمًا بأن "العرب اليوم" علمت من مصادر مقربة من جمعة أن كلفة الغداء الشهير الذي جمع بين الرجلين، موضوع تلك الصورة التي أثارت حرجًا للألمانيين، بلغت 90 دينارًا تونسيًّا /56 دولار، وقد تولّى جمعة دفع كلفة هذا الغداء. وكان السفير الألماني ووزير الصناعة عائدين إلى العاصمة بعد زيارة عمل إلى إحدى محافظات الشمال الغربي وتوقف الوفد لتناول الغداء فاقترح جمعة الدخول إلى مطعم شعبي على الطريق لتناول لحم الخروف المشوي التي تُعْرَف بها أماكن الاستراحة في مختلف الطرقات التونسية. وقبل العودة إلى بلاده لتولّي منصب رئيس ديوان وزير الخارجية، وهو ما يعتبر ترقية مهنية بالنسبة له، أجرى يانس بلوتنر سلسلة من زيارات المجاملة لعدد من القيادات السياسية بمناسبة انتهاء مهامّه في تونس. وتوجه برسالة إلى الشعب التونسي ذكر فيها أنّه سيغادر تونس "وقلبي متشوق أن أزورها مرة ثانية في القريب العاجل". وأضاف "أترك تونس وقد انتهت من إقرار دستورها الديمقراطيّ وأنا متفائل بمستقبل شبابها الطموح وأرجو أن يتمكنوا من تحقيق بقيّة أهداف ثورتهم". وتابع السفير "تونس ستبقى في قلبي وقد تعرفت على أصدقاء كثر طيبين وسعدت بمعرفتهم". ويشير محللون سياسيون إلى أن ألمانيا لم يسبق لها لعب دورٍ ديبلوماسيّ في تونس إذ تلعب الديبلوماسية الفرنسية دورًا بارزًا في الكواليس التونسية. كما تلاقي تونس اهتمامًا ألمانيًّا إذ حاضر هورست ولفرام كيرل الذي شغل منصب سفير المانيا بتونس إلى غاية عام 2013 في برلين مؤخرًا ليشير إلى أن "ثورة تونس - الأمل للديمقراطية". ودعا كيرل إلى "إجراء اندماج سياسيّ للقوى الإسلامية غير العنيفة في النظام السياسي. وأخيرا فإن الالتزام من الآخرين كالدول الاوروبية مهمّ ومطلوب دائما".