تونس-اسماء خليفة
انفجر صباح الاثنين لغم في محيط جبل الشعانبي شمال غرب تونس ما أسفر عن استشهاد نقيب في الجيش التونسي يدعى فوزي الدريدي. وكان الشعانبي قد شهد منذ نهاية شهر نيسان/ابريل من العام الجاري سلسة من تفجيرات الألغام التي أدت الى قتل وجرح عدد من عناصر الجيش والحرس الوطني وكذلك مواطنين من رعاة القرى المجاورة للجبل.ومثّل الكمين الذي نصبته عناصر مسلّحة لفرقة من الكومندوس التابعة للجيش التونسي غروب الأحد أخطر العمليات المسجلة في الشعانبي الذي يشهد تحصّن مجموعات مسلّحة لم تتضح بعدُ جنسيّات عناصرها.وكان الجيش التونسي اتخذ قرار مواجهة هذه المجموعة مباشرة إثر مجزرة ذبح الكومندوس فبدأ عمليّة عسكريّة واسعة ضد هذه المجموعات بداية من 10 آب/اغسطس واستمرت العملية عشرة أيام تمّ خلالها قصف معاقل الجماعات المسلحة بالطيران الحربي واستخدام المدفعية الثقيلة ومحاصرة سلسلة جبال الشعانبي وسمامة برّا وجوّا.وبالرغم من عدم الاعلان الرسمي عن نتائج هذه العملية العسكرية إلاّ أنّ مصادر مقربة من الجنرال فتحي الجلاصي آمر جيش الطيران سابقا والذي قرّر الرئيس المنصف المرزوقي إنهاء مهامه على رأس جيش الطيران بداية شهر سبتمبر/ أيلول قالت ل"العرب اليوم" ان العمليّة كانت ناجحة وقسمت ظهر الجماعات المسلحة والذي تأخّر قرار التدخل ضدها الى حين اتخاذ قيادات الجيش قرارا بضربها دون تفويض من الحكومة ولا الى رئاسة الجمهورية باعتبار المنصف المرزوقي حاملا لصفة قائد أعلى للقوات المسلحة.هذه العملية العسكريّة لم تنه مأساة استمرار انفجار الألغام في محيط جبل الشعانبي والتي نجحت العناصر المسلحة في زرعها لمساعدتها على تأمين مناطق تحصّنها او لمساعدتها على نصب الكمائن للفرق الأمنية والعسكريّة اذ أصيبت سيدة من سكان القرى المجاورة قبل أيام في وجهها بعد انفجار لغم وقُتِل اليوم نقيب في الجيش بسبب انفجار لغم جديد.