الدار البيضاء ـ جميلة عمر
اتهم معتقلو "السلفيّة الجهاديّة" في المغرب، رئيس الحكومة عبدالإله بنكيران، بـ"خيانة قضيتهم"، خصوصًا بعدما "خلع جلبابه النضاليّ قبل أن يترأس الحكومة، وهو زعيم حزب (العدالة والتنمية) ذو المرجعية الإسلاميّة، ولم يعطي الأوامر بإطلاق سراحهم".وأفاد بيان صادر عن "صوت الأحرار في المعتقلات المغربية"، أن "ملف معتقلي السلفية الجهاديّة كان حاضرًا في برنامج بنكيران قبل توليه رئاسة الحكومة، جاعلاً منه ضلعًا محوريًا في أوراق ضغطه وأبواق دعايته، ليتحول المعتقلين حسب نظره إلى وحوش ضارية، وجب على الدولة كسر شوكتهم، وإجبارهم على التوبة".واستغرب المُوقّعون على البيان، الذي حمل عنوان "ولئن أصابتنا شظية من شظاياك.. فسنشهد مع الأمة على خزاياك"، من مطالبة بنكيران للمعتقلين بـ"التوبة، فعن أي شيء سنتوب؟ هل نتوب من تبرئته لنا؟".وقد استقبل رئيس الحكومة المغربيّة، نهاية الأسبوع الماضي، وفدًا يُمثل 3 جمعيات حقوقية (عدالة ـ منتدى الكرامة لحقوق الإنسان ـ الوسيط من أجل الديمقراطية) وأعضاء من هيئة متابعة الحالة السلفية في المملكة، حيث تدارس معهم أفكارًا لتسوية وضعية معتقلي "السلفية الجهادية" الذين حملوا مسؤولية هجمات انتحارية استهدفت الدار البيضاء في 16 أيار/مايو 2003، والتي ذهب ضحيتها 43 قتيلاً وعشرات الجرحى، وصدرت بحق الناشطين في تيار السلفية الجهادية أحكامًا تراوحت بين الإعدام والسجن.وأشار بيان "صوت الأحرار"، إلى أن هذا اللقاء لم يثمر عن أية نتيجة، لأن بنكيران أظهر عدم استعداده الخوض في الملف لحله نهائيًا"، لافتًا الانتباه إلى قضية ذهاب معتقلين سابقين إلى القتال في سورية، فيما دعاهم إلى التخلي عن أفكارهم المُتطرّفة.ودخل معتقلو "السلفيّة الجهاديّة" في عددٍ من السجون المغربيّة، في إضراب مفتوح عن الطعام، مطالبين بتسوية ملفهم ووضع حد لمعاناتهم، منتقدين بشدة صمت وزارة العدل والحريات والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، إثر وفاة المعتقل الإسلاميّ محمد بن الجيلالي في سجن "تولال 2" في مكناس بداية الشهر الجاري، بعد نقله إلى المستشفى متأثرًا بإضرابه المفتوح عن الطعام، فيما لخص المعتقلون مطالبهم في "الإطلاق الفوري لسراحهم أو ترحيلهم إلى سجون قريبة من ذويهم"، ونقلهم إلى أجنحة سجنية خاصة بمعتقلي الرأي، بعيدًا عن معتقلي الحق العام، فيما تدعو اللجنة المشتركة إلى تحرّك عاجل من أجل تسوية وضعيتهم قبل فوات الأوان، منددة بسياسة "الإهمال" التي تُهدد حقهم في الحياة.