أغادير - عبد الله السباعي
يعبر ما أصبح يطلق عليه "الوحش الحديدي" أو حاملة الصهريج الكبير، على الطريق الوطنية رقم 1، الرابطة بين مدينة أغادير نحو الجنوب المغربي، وصولاً إلى الحدود مع موريتانيا، ما يعد حالة استثنائية في الأيام المقبلة.ووصلت الشاحنة الحاملة للصهريج الضخم مدينة أغادير أواسط الأسبوع الماضي، و ما تزال تواصل طريقها، الاثنين، مرورًا بسيدي إفني الجنوبية.ويسير "الوحش الحديدي" على 34 عجلة، تحمل صهريجًا ضخمًا، آتية من مدينة المحمدية، في اتجاه الأراضي الموريتانية، وترافقها فرقة تقنية من الكهربائيين.وتسبب مرور الشاحنة على الطريق الوطنية، بين أغادير و تزنيت، في استياء عدد من مستعملي الطريق، بسبب بطء سرعة الشاحنة الحاملة للصهريج، حيث يضطرون إلى السير خلفها طويلاً، قبل أن تتاح لهم فرصة التجاوز.وحاول بعض مستخدمي الطريق تجاوز الشاحنة على مستوى قارعة الطريق، يمين الشاحنة الحاملة للصهريج، فيما عمد سائقون آخرون إلى ركن سياراتهم، في انتظار أن تسنح لهم فرصة مواصلة مسيرهم، وسفرهم، في ضوء اختناق حركة السير، الذي تسببت فيه الشاحنة الحاملة للصهريج.وتتخوف الساكنة في أن يتسبب مرور الشاحنة للمرة الثانية على التوالي في الطريق الوطنية في انقطاع التيار الكهربائي، بصورة متكررة، حيث يشكل علو الصهريج المحمول على متن الشاحنة حاجزًا أمام مرورها، وهو ما يدفع بتقنيين كهربائيين، يرافقون الشاحنة، إلى قطع التيار الكهربائي، وفصل الأسلاك الكهربائية، إلى حين مرور الشاحنة، ثم إعادة تركيبها من جديد.وتعالت المطالب، إثر تكرر مرور رحلات الصهريج الحديدي، للمرة الثالثة على التوالي، في الطريق الوطنية رقم 1، بضرورة العمل على نقل مثل هذه الحمولات عبر البحر، بغية تفادي مثل هذه المشاكل، و تفادي تعريض حياة السائقين للخطر، فضلاً عن التخفيف من حدة الاختناق، الذي تعرفه حركة السير، في عدد من المحاور الطرقية، بين مدينتي أغادير وتزنيت، لاسيما المحور الطرقي ماسة – تزنيت، الذي ما يزال ينتظر الإفراج عن انطلاق أشغال توسعته، علمًا أنه يقع ضمن طريق وطنية تربط جنوب المغرب مع شماله.وتعد رحلة حاملة الصهريج الكبير الثالثة من نوعها، التي تعبر الأراضي المغربية في اتجاه موريتانيا، بعد الرحلة الأولى التي تم تأكيد وصولها إلى وجهتها، فيما لم يكتب للرحلة الثانية الاستمرار، بعد أن شهدت انقلاب حاملة الصهريج الكبير في أحد المنعرجات المعروفة بخطورتها "ثلاث إحيا" في منطقة إمسوان، إقليم الصويرة، أواسط نيسان/أبريل الماضي، ولحسن الحظ لم يسفر الحادث حينها عن أيّة خسائر بشرية، سوى بعض الأضرار المادية، التي تعرض لها الصهريج الكبير، والذي تم تفكيكه، أخيرًا، من طرف الشركة المستغلة،إلى قطع وأجزاء صغيرة، سيتم نقلها إلى معمل الشركة في مدينة المحمدية.