كلميم - صباح الفيلالي
حَطَّت قافلة "المسيرة الخضراء" المغربية المكونة من 150 شخصًا رحالها في مدينة كلميم، بوابة الصحراء، بعد محطات عدّة وتجمعات من الدار البيضاء، طنجة وأزرو إلى مراكش نقطة التجمع والانطلاقة الفعلية لهذه التظاهرة ممثلة في قافلة "المسيرة الخضراء"، التي مرت بعد ذلك بأغادير تم تزنيت فبويزكارن، قبل أن تحط الرحال في مدينة كلميم بوابة الصحراء والتي اختارتها هذه القافلة للإنصات للخطاب الملكي، والتي لقيت فيها استقبالا حافلاً من طرف السلطات المحلية، حيث استُقبلوا من طرف والي الجهة عامل الإقليم والوفد الرسمي المرافق له. وتتكون هذه القافلة من 150 شخصًا من بينهم أطفال وشباب وشيوخ وأشخاص منضوون تحت لواء "الجمعية الحسنية للمسيرة الخضراء"، والذين كانوا قد شاركوا فيها سنة 1975، إضافة إلى فعاليات رياضية نسائية ورجالية بعضها منخرط في سباق الرالي سواء للدراجات أو السيارات، إضافة إلى جمعيات أخرى من المجتمع المدني وشخصيات فاعلة في المال والأعمال كفوزي الشعبي، والجمعية المنظمة تحت رئاسة رئيس الجمعية المغاربية لسباق السيارات السعدية الإبراهيمي، هذه الأخيرة التي أكذَدت أن هذه الخطوة جاءت تجسيدًا واستجابة للخطاب الملكي، حيث قرَّرت هذه الجمعيات الخروج عن المألوف فبدل الاكتفاء بالجانب الرياضي أو الأهلي كفعاليات للمجتمع المدني قرَّروا الانخراط في العمل السياسي والقضايا الوطنية استجابة وتجاوبًا مع الخطاب الملكي، وخير تجسيد لذلك هو الاحتفال بهذه المناسبة، التي تُعَد حدثًا تاريخيًا عظيمًا يُجسِّد عظمة المغرب، وكذا لتعريف الجيل الحالي بالخطوات التي قطعتها "المسيرة الخضراء" من خلال إحضار الأشخاص الذين شاركوا فيها لتعريفهم بتاريخها، وكيف تبلورت فكرتها، بل أن تصبح حقيقة ومعجزة من معجزات التاريخ الحديث ليس فقط في المغرب بل في العالم أجمع، والذي انبهر بها كمسيرة سلمية أدت إلى اندحار الاستعمار، وأن هناك العديد من القضايا يمكن حلها بالسلم، كما أن الرياضة قادرة هي الأخرى على خدمة القضايا السياسية للبلد. وبعد كلميم التي تم فيها الإنصات إلى الخطاب الملكي، بعدما قامت هذه القافلة التي كان أفرادها يرتدون أزياء تحمل لون العلم الوطني، ويحملون بأيديهم القرآن الكريم وصور الملك، كتجسيد مصغَّر عن ما كان خلال "المسيرة الخضراء" لسنة 1975 بلوحات استعراضية نالت إعجاب الحاضرين، سيشُدُّون، صباح اليوم الخميس، الرحال في اتجاه جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء مرورا باخفنير ثم الطاح التي تبعد عن مدينة العيون بـ 45 كيلومترًا شمالاً، وفي هذه المنطقة حيث كُسِرت الحدود الوهمية الاستعمارية الإسبانية سيؤدون صلاة الظهر قبل الحلول في العيون التي ستقوم فيها القافلة بأنشطة موازية عدّة، وكذلك حفل كبير، وبعدها سيتم توزيع مساعدات عينية على جمعيات خيرية هناك.