فاس- حميد بنعبد الله
توفيت فتاة مغربية متزوجة في بداية عقدها الثالث، السبت، في قسم العناية المركزة في مستشفى الحسن الثاني في مدينة فاس، بعد شربها كمية من مادة حادة (الماء القاطع)، في ظروف غامضة يعتقد أن لها علاقة بأوضاعها الاجتماعية ومعاناتها من اضطرابات نفسية ناجمة عن فقرها. وقضت الضحية أكثر من 3 أسابيع تحت العناية الطبية المركزة في المستشفى، بعدما أخضعت إلى عملية غسل الأمعاء للتخلص من هذه المادة السامة، لكن حالتها الصحية تدهورت بشكل كبير رغم المجهودات الطبية المبذولة، لإنقاذ حياتها طيلة 20 يوما قضتها في المستشفى المذكور. ونقلت جثة الفتاة التي كانت تقطن قيد حياتها في حي عين قادوس، بأمر من النيابة العامة في المحكمة، إلى مستودع الأموات في مستشفى الغساني في المدينة ذاتها، لإخضاعها للتشريح لمعرفة أسباب الوفاة، لتعزيز قرائن البحث الذي فتح من قبل المصالح الأمنية المختصة، لفك لغز انتحارها وأسبابه. وعمدت الضحية زوجة بائع متجول، التي تنحدر من أسرة فقيرة في مدينة كرسيف في جهة تازة الحسيمة تاونات كرسيف، إلى شرب كمية مهمة من تلك المادة الحارقة، في ظروف غامضة قبل أن تنتبه عائلتها إلى ذلك وتنقلها إلى المستشفى دون أن تنفع محاولات إنقاذها. ويأتي انتحار هذه الزوجة بعد أيام قليلة من وفاة شاب رمى بنفسه من علو مرتفع في وادي قريب من حي سيدي بوجيدة لأسباب غامضة، قبل أن تنقل جثته إلى مستودع الأموات لإخضاعها إلى التشريح الطبي لتحديد أسباب وفاته موازاة مع البحث الذي فتحته المصالح الأمنية في موضوع انتحاره. وشهدت مدينة فاس خلال الشهور العشرة المنصرمة من السنة الجارية، تسجيل أكثر من 22 حالة انتحار أربعة منها في يوم واحد، من بينها حالة رجل ستيني ثري، رمى بنفسه من الطابق الخامس من عمارة توجد بها مقهى في ملكيته، لأسباب مرتبطة باستفحال مشاكله العائلية والشخصية. واللافت للانتباه أن أغلبية ضحايا الانتحار في المدينة، هم مسنون عمدوا إلى رمي أنفسهم من طوابق منازلهم، أو نساء تناولن مواد سامة أو شنقن أنفسهم بحبال ثبتوها في مواقع من منازلهن، كما حال طالبة في كلية الطب والصيدلة في المدينة، وزميل لها حاول الانتحار في المستشفى.