الدار البيضاء - سعيد بونوار
أعلنت الأجهزة الأمنية المغربية، الجمعة، عن حالة من التأهب فوق المعتاد، في محاولة منها للحد من تحركات عصابات إجرامية مسلحة متخصصة في سرقة مواشي العيد، تنشط في هذه الأيام في عدد من البوادي والقرى والمدن في المغرب، وتحدد مهامها في مداهمة ضيعات ومحلات بيع أكباش العيد، ولا تتوانى عن قطع الطريق أمام شاحنات نقل هذه المواشي في اتجاه المدن، واستعمال السلاح الناري إذا اقتضى الحال. وتُعرف هذه العصابات لدى الأجهزة الأمنية والعامة بـ"الفراقشية"، وتحقق رقم معاملات يتعدى الملايين، وتكاد في كثير من الأحيان تتسبب في أزمة تزويد السوق برؤوس الأغنام، إذ يعمدون إلى مداهمة أماكن بيع مواشي العيد، ويخفونها إلى حين مما يتسبب في عدم كفاية العرض للطلب.ورغم الإحتياطات الأمنية، ويقظة أرباب ضيعات المواشي بل وحتى الفلاحين الصغار الذين يتناوبون في الحراسة الليلية، إلا أن "حرب العصابات" التي ينهجها "الفراقشية" تجعلهم يستسلمون لقدر إجرام عصابات لا تفرق بين الأعياد أوغيرها.وتقوم الخطة الأمنية الجديدة، التي تنفذها قيادات الشرطة والدرك والأجهزة الأمنية "السرية"، على نشر وحدات أمنية في معظم الطرقات، تشتغل ليلاً، وتعمل على توقيف الشاحنات المشتبه فيها، والتي يمكن أن تكون تابعة لهؤلاء، مع تمكين الفلاحين من أرقام هواتف للتبليغ عن أي تحركات لهؤلاء لمواجهتهم بالسرعة المطلوبة.وتتسم عمليات عصابات"الفراقشية" بالسرعة، إذ غالبا ما يستغلون ظلمة الليالي للقيام بسرقاتهم، حيث يجندون عدداً من اللصوص المتخصصين في حمل المواشي، وأشار مسؤول أمني:"هؤلاء، يعتمدون في هجوماتهم على السرعة، ولا يخشون من استعمال العنف في مواجهة من يعترض طريقهم، أو يمنعهم من تنفيذ سرقاتهم". وأوضح أنهم لصوص مدربون على سرقة قطعان المواشي من الحظائر، يملكون من الحيل والوسائل اللوجيستيكية ما يدفع بهم إلى الإستيلاء على قطعان المواشي في وقت وجيز وتحت جنح الظلام، ويعززون "حملاتهم" بالأسلحة النارية وشاحنات وسيارات دفع رباعي، ويشبهون في هجوماتهم العصابات التي كانت تغير على قرى وقبائل في الماضي، وغالباً ما يختارون الساعات الأخيرة من الليل، أو في الليالي غير القمرية.ولفت إلى أن"الفراقشية" عصابات، ولُقبوا كذلك نسبة إلى "الفراقش" أي قوائم الأغنام والأبقار في العامية المغربية، وهى عصابات لا تشتغل إلا في قطاع نهب الأغنام، والاستيلاء عليها، لا يهمهم فقر الفلاح وعوزه وحاجته إلى خرفانه، بقدر ما يشغل بالهم تجميع أكبر عدد من الخرفان والإسراع ببيعها في أسواق سرية لذبحها سريعاً وتوزيع لحومها على المطاعم ومحلات الجزارة، ويجنون المال الوفير من ذلك