تونس- أزهار الجربوعي
أصدرت النيابة العامة في تونس مذكرة اعتقال دولية، طالبت بمقتضاها الشرطة الدولية "الإنتربول" بملاحقة شاب تونسي بتهمة الاعتداء على القرآن الكريم بعد أن نشر صورا على مواقع التواصل الاجتماعي وهو بصدد دهس المصحف، وذلك بالتوازي مع فتح بحث قضائي في الغرض. وتداولت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في تونس صورة لشاب وهو بصدد الدهس بقدمه على المصحف الكريم، حيث أكدت وزارة الداخلية التونسية أن تحريّاتها الأوّلية أكدت أنّ الصورة التقطت خارج تراب الجمهورية التونسية وهي تعود لشاب تونسي لا يتجاوز عمره 20 عاما ويقيم حاليا في إحدى الدول الأوروبية، مشددة على أنه تم بالتنسيق مع النيابة العمومية، فتح تحقيق رسمي في الحادث وإعلام الإنتربول الدولي لاتخاذ الإجراء المناسب في شأنه. ولا تعد حالات التعدي على القرآن الكريم الأولى في تونس، حيث انتشرت هذه الظاهرة بكثرة عقب ثورة 14 كانون الثاني/يناير، لعل أشهرها قد انتهت بمحاكمة المدون التونسي جابر الماجري بالسجن 7 أعوام ونصف في تموز/يوليو الماضي، وذلك على خلفية نشره صورا كاريكاتورية ونصوصا مسيئة لرسول الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام، وقال الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، الخميس، خلال زيارته للولايات المتحدة على هامش الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، إنّه سيتم إطلاق سراح المدوّن جابر الماجري الذي يقضي سبعة أعوام سجنا بتهمة الإساءة للإسلام في الوقت المناسب. وأضاف المرزوقي أنّ المجتمع التونسي مجتمع محافظ، مشيرا إلى وجود مخاوف على حياة الماجري مع تنامي ظاهرة التشدّد الديني. وتباين التونسيون في موقفهم بشأن هذه الظاهرة بين من يعتبرها حرية فكر ويحذر من محاكمة الأشخاص بناء على معتقداتهم ويصف التتبعات القضائية بسبب هذه الممارسات بـ"محاكمات الرأي"، وبين من يراها استعمالا مفرطا لسقف الحرية المرتفع الذي جاءت به ثورة 14 كانون الثاني/يناير 2011، وتعديا صارخا على هوية الشعب التونسي الذي يدين أغلبه بدين الإسلام.