العرائش ـ ياسين العماري
تحولت جنازة سيدة، قتلت في حادث سير،إلى مسيرة احتجاجية عفوية، قادها مواطنون غاضبون، في قرية خميس الساحل، التابعة إداريًا لإقليم العرائش. وكانت سيدة في عقدها الرّابع، قد توفيت بعد أن صدمتها سيارة مرت مسرعة في الطريق العمومية، الرابطة بين مدينتي العرائش وطنجة، ما أدى إلى مقتلها على الفور. وتعود تفاصيل الحادثة حينما كانت تنوي سيدة، وهي أم لتسعة أبناء، عبور الطريق رفقة طفليها، وبينما هم كذلك داهمتهم سيارة تسير بسرعة جنونية، وحاولت الأم في البداية، انطلاقًا من غريزة الأمومة، أن تنقذ أبنائها من موت محقق، فصرخت صرخة مدوية ليبتعد إبنيها عن الطريق، إلا أنها نسيت نفسها وسط الطريق، وصدمتها السيارة صدمة قوية، وأردتها جثة هامدة، وسط بركة من الدماء. وخلفت حادثة السير حالة من الحزن وسط الأهالي، كون الهالكة أم لتسعة أبناء من أسرة فقيرة، حيث خرج الأهالي، الذين شاركوا في الموكب الجنائزي، في مظاهرة احتجاجية عارمة، مباشرة بعد الانتهاء من مراسيم الدفن. وندد الأهالي بضعف الإنارة العمومية في الليل، بحيث تنعدم الرؤية تمامًا، ما يؤدي إلى وقوع حوادث سير ممثالة ومتكررة. وتوجهت المسيرة، التي جابت أحياء القرية، إلى مقر الجماعة القروية الساحل، وإلى مقر قائد المنطقة. وفي محاولة لامتصاص غضب الأهالي، استقبل رئيس المجلس القروي الجماعي، ورئيس دائرة واد المخازن، وقائد قيادة الساحل، الغاضبين، وعبروا لهم عن أسفهم وحزنهم لما وقع للضحية، وخرجوا بنتيجة، وهي "ضرورة إنشاء ممرّ خاص بالراجلين فوق الطريق، لتقليل عدد القتلى والجرحى، الذي أصبح يقلق ساكنة القرية، التي حكم عليها موقعها الجغرافي أن تتواجد في طريق رئيسية، تربط بين أهم مدن شمال المغرب.