الجزائر- خالد علواش
أقدم قائد كتيبة "المرابطون" مختار بلمختار المكنى (خالد أبو العباس) بتحويل مكان احتجاز الدبلوماسيين الجزائريين الثلاثة المختطفين ب"غاو" شمال شرق مالي في ابريل/ نيسان 2012، واختار أمير كتيبة "الملثمين" و"الموقعون بالدماء" سابقا مغارة بمنطقة جبلية صعبة التضاريس على مستوى مثلث التقاطع بين مالي، الجزائر، والنيجر. وكشفت مصادر إعلامية مقربة من التنظيمات الإسلامية المتطرفة غربي إفريقيا الثلاثاء، عن تغيير مكان الدبوماسيين الجزائريين، وأضافت أن بلمختار المتحالف مع حركة التوحيد والجهاد - التي تبنت الاختطاف ربيع 2012- تحت غطاء "المرابطون" فضل اختيار مكان حصين قريب من الحدود النيجيرية حتى يكون له خيارات أخرى في حال اقترب منه الخطر. واعتبرت ذات المصادر أن "المغارة التي نقل إليها الدبلوماسيون المختطفون يستحيل رصدها بعدما دقق الخبير بالصحراء مختار بلمختار في اختياره وهي مغارة من عديد المغارات المتواجدة في سلسلة جبلية محاذية للحدود بين الجزائر ومالي والنيجر". وقالت المصادر نقلاً عن مقربين من الدبوماسيين الرهائن لدى جماعة "التوحيد والجهاد" سابقا و "المرابطون" حاليا، "انهم في حالة صحية جيدة، واستطاعوا التكيف مع الظروف الصعبة للمحيط، وسوء التغذية"، مضيفة أن "الخاطفين ألزموا الرهائن بإعفاء لحاهم وارتداء اللباس الأفغاني تشبها بهم"، ويقضي الدبلوماسيون الثلاثة – حسب المصادر- في تلاوة القرآن الكريم وتحضير الطعام والحديث إلى بعضهم. وقطعت جماعة الخاطفين التي تولى بلمختار مؤخرا قيادتها بعد تحالف التوحيد والجهاد بكتيبة "الموقعون بالدماء" مفاوضاتها مع السلطات الجزائرية، رافضة أي وساطة من الجانب الجزائري لتحرير الرهائن إلا وفق الشروط التي تقدمت بها الجماعة وعلى رأسها إطلاق سراح قيادات موقوفة لدى الجزائر وكذلك قبول الفدية التي طالبت بها والمقدرة بـ15 مليون أورو وهي المطالب التي رفضتها الجزائر جملة وتفصيلا. وفي ذالت السياق، كشفت ذات المصادر أن بلمختار يتواجد بأقصى جنوب غرب ليبيا في احدى القرى الصحراوية حيث تربطه علاقات قوية مع قبائل ليبية هناك، مضيفة أن بلمختار شكل شبكة واسعة لتنظيمه الجديد يمتد حتى تونس وهي الجبهة التي يعمل على إمدادها بشحنات الأسلحة انطلاقا من شمال النيجر ومنطقة المثلث (الحدود بين الجزائر ومالي والنيجر) مرورا بليبيا وصولا إلى جنوب تونس. و أشارت المصادر إلى أن كتيبة "المرابطون" اقامت قواعد تدريب بمنطقة المثلث يستقبل فيها المنخرطون الجدد، وأغلبهم وافدون من تونس وليبيا ومصر، إضافة إلى ماليين كانوا متعاطفين مع الحركات الاسلامية المتطرفة قبل طردها من شمال مالي من طرف القوات الفرنسية المتحالفة مع قوات إكواس.