فاس - محمد بن عمر
قتل شاب في مقتبل العمر، والدته في درب "بوحاج" في حي "الشربليين" في قلب مدينة فاس العتيقة (وسط المغرب) مساء الأحد. ووفق معلومات حصلت عليها "المغرب اليوم"، فإن سبب إقدام الجاني (22 عاما) على اقتراف جريمته الشنعاء في حق والدته البالغة من العمر قرابة 50 عاما، يعود إلى رفض المتوفية تمكين ابنها العاق من مبلغ مالي لأجل شراء مخدرات. الجاني هاجم والدته بأداة حادة (مدية)، بعد مشادات كلامية بينهما، فانهال عليها بطعنات قاتلة، قبل أن يتم نقلها على وجه السرعة إلى قسم الإنعاش في المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني، حيث مكثت هناك مدة قصيرة، قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة. وعقب هذه الجريمة التي تدخل ضمن جرائم ضد الأصول، تمكنت مديرية الأمن في فاس من توقيف الجاني دون أية مقاومة بعد أن حاول الفرار. وتبين بحسب التحريات الأولية التي باشرتها معه مصالح الضابطة القضائية، أنه مدمن منذ فترة على حبوب الهلوسة وتناول المخدرات، ما أدى إلى تدهور حالته النفسية والعصبية، وهو ما كان سببا مباشرا على قتل والدته. وقبل هذا الحادث بأسابيع قليلة، شهد حي زواغة في مقاطعة بنسودة، جريمة مروعة مماثلة، راحت ضحيتها عجوز في بداية الستينات من عمرها، بعدما انهال عليها ابنها بعصا على رأسها، فأرداها قتيلة في الحين. وتبين بعد الحادث، أن الجاني البالغ من العمر 32 عاما، كان يعاني من أعراض مرض نفسي حاد منذ فترة طويلة، وكان يتابع علاجه في مستشفى ابن الحسن للأمراض النفسية والعقلية، وأظهرت التحريات الأولية أن الجاني اقترف الجريمة، مباشرة بعد إصابته بنوبة غضب، إذ باغت والدته بواسطة عصا، قبل أن يتركها جثة هامدة وينصرف خارج المنزل، لكن الابن الثاني للهالكة اكتشف جثة والدته في المنزل بعد عودته من العمل. وكانت الضحية تعيش رفقة أبنائها بعد طلاقها قبل بضعة أعوام، وظلت الأسرة تعيش فقرا مدقعا، وتأوي إحدى البنايات العشوائية في حي زواغة، بينما الجاني كان يتردد من حين لآخر على مستشفى الأمراض النفسية في فاس من أجل الحصول على مهدئات عصبية.