الجديدة ـ أحمد مصباح
تعرض مستشار قضائي لدى محكمة الاستئناف في مدينة العيون المغربية، لسرقة نوعية من داخل سيارته، رباعية الدفع، في مدينة الجديدة. وعلمت "المغرب اليوم" أن القاضي حل مؤخرًا إلى عاصمة دكالة، الجديدة، حيث يقضي إجازته السنوية، ولم يكن يتوقع أنه سيكون ضحية سرقة، من داخل سيارته التي استوقفها في الشارع العام في حدود السادسة مساءًا، قبيل الإفطار بـ 100 دقيقة، وذهب للتبضع من سوق المستقبل في حي السعادة الثالثة. لكنه أغفل إغلاق زجاج النافذة الخلفية من الجهة اليسرى. ومن سوء حظه، تصادف ذلك مع مرور 3 قاصرين بجوارها، انتبهوا إلى وجود حقيبة ملقاة على المقعد الخلفي للسيارة، ما دفعهم للتفكير في سرقة الحقيبة وبخاصة أن الشارع كان شبه خالٍ من المارة. وفي وقت وجيز، حمل قاصران صديقهما، وساعداه في سرقة الحقيبة، وغادر الثلاثة المكان صوب عمارة سجدة في الجوار، وما أن شرعوا في إفراغ الحقيبة وسرقة محتوياتها، حتى لحق بهم صبيان، عاينا عملية السرقة من أولها إلى آخرها، وطالبا بنصيبهما من الغنيمة، ولإسكاتهما، أمدهم اللصوص بمبلغ 400 درهمًا، مناصفة فيما بينهما، وعثر اللصوص، ضمن محتويات الحقيبة على مبلغ مالي بقيمة 6000 درهمًا، وعلى أوراق السيارة رباعية الدفع، وبطاقة للسحب البنكي من الشباك الأوتوماتيكي، وبطاقة للتعريف الوطنية، وأخرى تخص الودادية الحسنية للقضاة. وفور عودته، أصيب المستشار القضائي بالذهول، واتصل علي الفور بالنائب الأول لوكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية في الجديدة، وقدم إليه رئيس المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية في أمن الجديدة، وقام المسؤول الأمني بالفحص اللازم، لكن كثرة الغبار الذي كان يكتسح السيارة من داخلها، لم يتح أخذ بصمات اللصوص، فتوجه المسؤول الأمني بها إلى المختبر الوطني للشرطة العلمية لإجراء البحث والتحريات من قبل خبراء البيولوجيا والآثار التكنولوجية. وباشر المحققون البحث والتحريات، معتمدين على استجماع المعلومات من هنا وهناك، وعلى المخبرين، الذين كان دورهم حاسمًا في تحديد هوية الصبيين، اللذين تقاضى كل واحد منهما مبلغ 200 درهم، مقابل صمتهما، وجرى إيقافهما ووضعهما تحت تدابير الحراسة النظرية، وبالتالي ولم تتأخر التحريات في تحديد هوية الفاعلين الثلاثة والاهتداء إليهم. حيث جرى اعتقال العقل المدبر 17 عامًا، من داخل مقهى في الجديدة. وعند إخضاعه لجس وقائي وتفتيش عثر بحوزته على 2700 درهمًا، نصيبه من السرقة، وباستجوابه أمام الناظمة الإلكترونية وبالرجوع إلى المحفوظات الإقليمية، المودعة لدى أرشيف أمن الجديدة، تبين أنه من ذوي السوابق، وتورط من قبل في قضايا جنائية تتعلق بالاتجار في المخدرات، والسرقة الموصوفة، والاختطاف، ومحاولة الاغتصاب. وبدلالة من الفاعل الرئيسي، انتقلت الضابطة القضائية إلى بناية مهجورة بجوار عمارة سجدة، حيث عثر على حقيبة المستشار القضائي وبداخلها جميع أغراضه، باستثناء المبلغ المالي بقيمة 600 درهمًا، والذي اقتسمه اللصوص فيما بينهم، بعد أن خصموا منه مبلغ 400 درهم، اشتروا به صمت الصبيين، شاهدي عيان. واعترف اللص بعملية السرقة وبظروفها وملابساتها، والتي نفذها بصحبة قاصرين آخرين، لاذا بالفرار، حيث أصدرت الضابطة القضائية مذكرتي بحث وتوقيف في حقهما بعد أن كشف الفاعل الرئيسي عن هويتهما ومحل سكنهما.