الرباط ـ عبد الصمد محمد
يعود الداعية محمد الفيزازي إلى منبر الخطابة في مدينة طنجة، بعد موافقة السلطات الدينية الممثلة في مندوبية وزارة الأوقاف في المدينة على طلبه الذي تقدم به قبل فترة بعد 10 أعوام بالتمام على منعه من الخطابة بعد أحداث 16 أيار/مايو 2003. وقال الداعية محمد الفيزازي في صفحته الرسمية على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، "الجمعة المقبل سأعود لإلقاء الخطبة إن شاء الله وذلك بعد أن قدمت طلبا في الموضوع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، فاستجابت مشكورة". وأضاف "أما المسجد فهو مسجد طارق بن زياد المعرف بجامع "السعودي" في حي كاصا باراطا في طنجة، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات". والداعية الفيزازي الذي أعرب عن سعادته بهذا الحدث متفاعلا من المعلقين على الخبر، حين سألوه عم موزاين، قال مازحا "لا أريد أن أوقف عن الخطابة كما تم توقيف الآخرين. وتعد هذه هي المرة الثانية التي يعلن فيها الفيزازي عودته على المنبر، فقد سبق له أن أعلن في آب/أغسطس 2011 عودته إلى الخطابة في مسجد الداخلة في طنجة، وهو آخر مسجد كان الفيزازي يشغل فيه منصب خطيب وواعظ، قبل أن يتم اعتقاله في على خلفية أحداث 16 أيار/مايو. وقال الفيزازي في تصريح للصحافة حينها، أن "مسؤولين كبارا في الدولة وعدوني بتسلم مسجد، وبالتالي العودة لممارسة وظيفة الخطابة والوعظ والإرشاد"، مضيفا أن "دور التوجيه هو ما أود ممارسته وما أتقنه". والفيزازي الذي بدأ بممارسة الخطابة الدينية في العام 1976، وكان قد تمت تزكيته كخطيب رسميا من قبل القضاء الشرعي في مدينة طنجة في العام 1981 ونال تزكية أخرى في الخطابة من المجلس العلمي في مدينة طنجة في بداية التسعينات، وتركزت خطبه بالإضافة إلى الوعظ الديني النمطي على الرد على مخالفيه في العقيدة والمنهج. واستمر في عمله ذاك حتى تم اعتقاله في 28 أيار/مايو 2003 وهو خارج من مسجد الداخلة في مدينة طنجة بعد انتهائه من صلاة العشاء، تم أخذه إلى الدار البيضاء حيث تمت محاكمته وصدر بحقه حكم بسجنه ثلاثين عاما مع النفاذ، وكانت التهمة الموجهة له هي الدعوة والتنظير للفكر الجهادي والتي اعتبرتها الدولة مسؤولة عن تفجيرات الدار البيضاء التي حدثت في أيار/مايو 2003. وقضى الفيزازي في السجن قرابة 8 أعوام استغلها لإتمام حفظ القرآن الكريم ولمراجعة الكثير من أفكاره ومفاهيمه ومواقفه من العديد من الشخصيات، وصرح الشيخ محمد الفزازي بهذه التغييرات وألقى العديد من المحاضرات في الجامعات والمحافل المغربية بعد خروجه من السجن وانعكست فيها التغيرات الواضحة في طريقة تفكيره وعلاقته بالدولة والمجتمع. ويمكن التعرف على مواقفه السابقة من كتبه التي يرد فيها على بعض الصحف المغربية والتي كان يصفها بالملحدة وكذلك في لقائه في البرنامج الشهير الاتجاه المعاكس في قناة الجزيرة وكذلك في لقاءاته مع طلابه ومريديه التي كانت تتركز على فقه التكفير وكيفية التعامل مع أهل الذمة وعن الجهاد وفقهه.