الرباط – رضوان مبشور
طالبت القيادية بحزب "الأصالة والمعاصرة" المعارض خديجة الرويسي، من رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران تقديم استقالته من رئاسة الحكومة. وقالت أن "السياسة والحكم يقتضيان الشجاعة، وعندما يعبر بنكيران أنه عاجزاً عن العمل، بفعل وجود أشخاص يتحكمون ويعرقلون العمل، فالشجاعة السياسية تقتضي هنا أن يقدم ووزرائه استقالتهم، لأن الدستور الجديد تضمن تقسيما واضحا للسلطات، وأعطى صلاحيات واسعة لرئيس الحكومة". وأضافت "إذا كان رئيس الحكومة لا يستطيع أن يمارس صلاحياته، يجب أن يأتي إلى الشعب ويقول بأنه لا يستطيع أن يمارس صلاحياته ويقدم استقالته". وشنت القيادية بحزب "الأصالة والمعاصرة"، هجوماً حاداً على حكومة عبد الإله بنكيران، في ما اعتبرته تراجعاً خطيراً على صعيد المكتسبات الحقوقية والاقتصادية والاجتماعية، من قبل الحكومة، فضلا عن تراجعها عن البرنامج الذي سوقت له من خلال حملاتها الانتخابية، والتي بفضلها نالت ثقة الشعب. وأوضحت أن هذه المفارقات تعزى إلى الارتباك الحاصل في تدبير الحكومة للشأن العام بين مكوناتها، إذ أضحى رئيس الحكومة يفرق بين الأغلبية داخل الحكومة والأغلبية داخل البرلمان، مؤكدة أن "هذا الوضع يهدد استقرار البلاد، ويشكل خطورة على المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي الوطني". واعتبرت الرويسي الأزمة السياسية التي يشهدها المغرب، "تندرج ضمن أزمة حكومات بشمال أفريقيا، بخاصة أنها أتت للمشهد الحكومي بمساعدة فرنسا وأميركا، وتعيش كلها أزمات متفاوتة، بداية من ليبيا ومصر مرورا بتونس ووصولا للمغرب". وقالت "هذه الحكومات تعيش اليوم أزمات ولا تستطيع أن تقوم بالدور الذي يجب أن تقوم به، بخاصة ترسيخ الديموقراطية، نظرا لطبيعة هذه الأحزاب ذات التوجه الإسلامي، والتي تتصرف كأحزاب في الوقت الذي يجب أن تتصرف فيه كحكومات، كما أنها تتصرف بدافع الهيمنة والتحكم في الساحة السياسية، بغية أن تحصل على أغلبية مطلقة لتفرض نوعا من الديكتاتورية على الشعوب التي ناضلت ضد الدكتاتوريات".