الرئيسية » في الأخبار أيضا
مشروع خط أنبوب الغاز الذي سيربط ما بين المغرب ونيجيريا

الرباط - المغرب اليوم

أكد نور الدين بلحداد، الباحث بمعهد الدراسات الإفريقية بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن مشروع خط أنبوب الغاز الذي سيربط ما بين المغرب ونيجيريا يعد تجسيدا لمطمح اقتصادي بمنافع استراتيجية كبرى.

وأوضح بلحداد، الذي حل اليوم الجمعة ضيفا على الفقرة الصباحية لإذاعة الأخبار المغربية (ريم راديو)، أن الأمر يتعلق بمشروع جبار وله تأصيل تاريخي في إطار العلاقات التي كانت تربط المملكة بالعديد من الدول الإفريقية عبر قرون؛ مبرزا أن مشروع أنبوب الغاز جاء ليلبي الحاجيات الاقتصادية للعديد من الدول في إطار التراكمات والنزاعات الاقتصادية وما عرفته العديد من الدول الإفريقية من هزات اقتصادية وكذا التهافت على مصادر الطاقة، بالإضافة إلى مشكل التكلفة في نقل هذه المادة الحيوية.
وتابع أن التنمية الاقتصادية والطموح الذي كان يروم إلى تحقيقه الملك محمد السادس في إطار علاقة رابح-رابح، سيتجسد على أرض الواقع وسيكون له تأثير على التنمية المستدامة في كل الدول التي يمر منها الأنبوب، كما سيكون لها وقع على ساكنة هذه الدول لتحقيق طفرة اقتصادية ولخلق رابط اقتصادي يجمع هذه البلدان.

واعتبر الباحث أن المواقف المؤيدة لتجمع دول الساحل والصحراء بإطلاق مشروع أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا، هي مواقف شجاعة لأن دول الساحل ، بالنظر الى التراكمات السياسية التي مرت منها ،بالإضافة إلى الرغبة الأكيدة لجلالة الملك في إطار سياسة جنوب-جنوب ، التي تتوخى تشجيع دول الساحل وإعطائها الفرصة لكي تساهم هي الأخرى بدور فعال في تنشيط الحركية التجارية “على اعتبار أننا في زمن التحالفات الاقتصادية والسياسية”.

وذكر بلحداد أن عمق المغرب وامتداده الجغرافي مع مجموعة من الدول على مر العصور من عهد المرابطين والموحدين والمرينيين والسعديين والأسرة العلوية جسد هذا الوجود الاقتصادي من خلال العديد من المحطات التي أغنت الساحة التجارية والاقتصادية؛ مشيرا في هذا الصدد إلى مراكز تمبوكتو وغاو وجيني ووادي نون والساقية الحمراء ووادي الذهب وبلاد شنقيط وتندوف المغربية إلى الصويرة ومراكش وسلا وحتى الحسيمة، التي كانت تشكل مسالك تجارية انتعشت عبرها الحركة الاقتصادية.

وتابع قائلا “إن هناك توجها استراتيجيا اليوم، فنحن في زمن الصراعات السياسية والتكتلات الاقتصادية، ولابد من خوض غمار هذه التجربة لكي نبرهن على هذه الروابط، ولكي نعطي الفرصة لتوسيع هذا المجال الجغرافي ليمتد ليس فقط إلى غرب إفريقيا بل أيضا إلى جنوب القارة وإفريقيا الشرقية من أجل أن تعم خيرات هذه السياسة الملكية في إطار رابح-رابح.

وأوضح الباحث بمعهد الدراسات الإفريقية أن إفريقيا أضحت حديث الساعة سواء في أوروبا أو آسيا أو أمريكا ولكن ليس بنفس الشروط التي يطمح إليها سكان وشباب القارة ، مبرزا أن الاتفاقيات التي عقدها جلالة الملك في العديد من الدول الإفريقية كانت تلامس في عمقها عنصر الشباب الإفريقي واستغلال خيرات القارة لأن الهدف هو استشراف غد مشرق لإفريقيا.

وأضاف أن دعامة إفريقا اليوم هي شبابها وثرواتها المتعددة والغزيرة، حيث ولى زمن الاحتكار والتدخل الاستعماري وبرز العديد من الزعماء الأفارقة الشباب الذين أولوا عناية كبيرة للاستفادة من خيرات أوطانهم؛ كما أصبحت هناك مسافة من تلك التحالفات غير المتكافئة التي كانت تربط القارة بأوروبا الغربية، وصار الحديث عن تجارة واقتصاد ومشاريع تنموية كبرى والدور المغربي في تزكية هذه المشاريع.

وأوضح السيد بلحداد أن الثقافة جسر لا يستغنى عنه في إطار التحديات الاقتصادية السياسية الآنية والمستقبلية؛ مذكرا بأنه خلال القرن 15 كان هناك في مدينة تمكبوكتو سوق لببيع المخطوطات والكتب المغربية القادمة من جامعة القرويين، وكانت هناك حركة دؤوبة ما بين تمبوكتو وفاس، وجرى استقبال العديد من العلماء والطلبة الأفارقة الذين تم تكوينهم في عهد المرابطين والموحدين والأدارسة والعلويين لتوطيد تلك العلاقات الثقافية في إطار الإخاء عن طريق الزوايا القادرية والتجانية والفاضلية، على سبيل المثال لا الحصر.

وقال إن الجامعة المغربية لها ايضا حضور وازن في العديد من المحطات التاريخية، في نييجريا، وغينيا بيساو، والموزمبيق، ذلك أن العديد من الدول أصبحت تتخذ المغرب كصلة وصل وكلسان حال تعبر من خلاله عن النهضة العمرانية والطفرة السياسية والاقتصادية والتنمية البشرية التي يعيش في كنفها الشباب المغربي في ظل حكم الملك محمد السادس، مشيرا إلى أن هذا الوضع أعطى زخما ونفسا كبيرا للعديد من الدول الإفريقية وخاصة لشبابها الطامح للاستفادة من ثمار التنمية .

قـــد يهمــــــــك ايضـــــــًا:

تأخر صرف التعويضات لأكثر من سنة يثير استياء قضاة مغاربة
فاس تتعرض لمؤامرة داخل "الاستقلال" وحل الفروع هدية للخصوم‬

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

السعودية تُعرب عن قلقها إزاء "تصريحات متطرفة" لمسؤول إسرائيلي…
المغرب يجدد التأكيد أمام مجلس السلم والأمن على دعمه…
اللجنة العسكرية المختلطة المغربية – الموريتانية تعقد اجتماعها الخامس…
عزيز أخنوش يترأس الوفد المغربي المُشارك في الدورة التاسعة…
الحكومة المغربية تتجه لتغيير قانون التجزئات العقارية والمجموعات السكنية

اخر الاخبار

مجلس النواب المغربي يكشف عن أسماء البرلمانيين المتغيبين بدون…
المغرب والسعودية يتفقان على تسهيل عملية ترحيل المحكوم عليهم…
أخنوش يعرض تجربة المغرب في التكيف مع التغيرات المناخية…
الحكومة المغربية تؤكد التعامل الإيجابي مع الرقابة البرلمانية وقبول…

فن وموسيقى

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُكرّم "الفتى الوسيم" أحمد عز…
هيفاء وهبي تعود إلى دراما رمضان بعد غياب 6 سنوات وتنتظر…
المغربية بسمة بوسيل تُشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة التي تستعد…
كاظم الساهر يتألق في مهرجان الغناء بالفصحى ويقدم ليلة…

أخبار النجوم

محمود حميدة يكشف تفاصيل شخصية "ياسين" في مسلسل موعد…
إسعاد يونس تُعرب عن سعادتها البالغة بعودتها للمسرح
هاني سلامة وياسمين رئيس يجتمعان مجدداً بعد غياب 12…
محمد هنيدي يُعلن دخوله منافسات دراما رمضان 2025 بمسلسل…

رياضة

الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم
إصابة في الرباط الصليبي تبعد إلياس أخوماش عن الملاعب…
المغربي ياسين بونو بين كبار اللعبة بمتحف أساطير كرة…
وليد الركراكي يخطط لثورة في تشكيلة المنتخب المغربي قبيل…

صحة وتغذية

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء…
هل تختلف ساعات نوم الأطفال عند تغيير التوقيت بين…
أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات…
حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

الأخبار الأكثر قراءة

طائرة مساعدات إماراتية عاجلة لدعم لبنان بـ100 مليون دولار
الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف مقاتلين من حزب الله داخل…
حماس تنعى قيادييْن من كتائب القسام بعد مقتلهما إثر…
المملكة المغربية تؤكد أنها غير معنية بقرار محكمة العدل…
إسبانيا تُجدد دعم سيادة المغرب على صحرائه بعد قرار…