الجزائر – ربيعة خريس
أجمع مراقبون للشأن السياسي في الجزائر، على أن الحكومة الجزائرية عجزت عن مواجهة العزوف الانتخابي واستنطاق الكتلة الصامتة، رغم الحملة الدعائية التي أطلقتها تحت شعار "سمّع صوتك "، والذي ظهر في ملصقات كبيرة لتوعية الجزائريين بضرورة وأهمية الذهاب إلى صناديق الاقتراع، كما أنجزت إعلانات قصيرة تمر طوال اليوم في القنوات التلفزيونية وعبر الإذاعات، إلا أن هذا الحراك قابله عدم مبالاة من قبل الناخبين، فبلغت نسبة المشاركة حسب الأرقام التي كشف عنها وزير الداخلية الجزائري، نور الدين بدوي 38،25%.
ورغم تراجع نسبة المشاركة إلا أن بدوي، ثّمنها وبرر تراجعها بالحرية في التصويت، فالدستور الجزائري لا يجبر المواطنين على التصويت كبقية الدساتير في العالم، حيث قال إن الجزائريين "فوتوا الفرصة على المتربصين بأمن واستقرار البلاد"، مؤكّدًا أن العملية الانتخابية كانت "مسؤولة من منطلق ما تعيشه الجزائر في محيطها ومن منطلق التحديات التي تنتظر الجزائريين وهي مشاركة مقبولة جدًا".
ومن جانبه أوضح المحلل السياسي، احسن خلاص، في تصريحات لـ " المغرب اليوم " أن نسبة المشاركة التي تم تسجيلها في الانتخابات البرلمانية ضعيفة إذا ما نظرنا إلى الجهود التي بذلتها الدولة والأحزاب التي شاركت في هذا الموعد الاستحقاقي بهدف ضمان أكبر قدر من المشاركة.
وبدوره شدد رئيس حركة مجتمع السلم، أكبر تنظيم لإخوان الجزائر، عبد الرزاق مقري، في مؤتمر صحافي، الجمعة، أن نسبة المقاطعة كانت كبيرة، معتبرًا أن المقاطعة هي الحزب الأول في البلاد، كما وجّه انتقادات لاذعة للكتلة التي عبّرت بالأوراق البيضاء، مخاطبًا إياهم بقوله "نطلب منهم أن يقدموا لنا مشروعهم لخدمة البلد"، مشيرا إلى أن المقاطعة لا تخدم سوى أحزاب الموالاة.