الرئيسية » في الأخبار أيضا
العلم المغربي

الرباط - كمال العلمي

يبدو أن التحفظ في التعبير عن مواقف واضحة من التطبيع ومستجداته بات سمة بارزة تميز مواقف تنظيمات التيار الإسلامي بالبلاد؛ فقد تحاشت حركة التوحيد والإصلاح، الحليف الدعوي لحزب العدالة والتنمية، في لقائها السنوي، التعبير عن موقف واضح من اعتراف إسرائيل بسيادة المغرب على صحرائه، والدعوة التي وجهها الملك محمد السادس إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لزيارة المغرب.

وبعد اجتماع دام ثلاثة أيام في اللقاء السنوي للمكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح انتهت أشغاله أمس الأحد، بضواحي مدينة تارودانت، أصدرت الحركة بيانا جددت فيه التأكيد على موقفها الرافض للتطبيع باعتباره “مسارا قد يجعل بلادنا ساحة للصراعات الإقليمية والدولية والاختراق الصهيوني بما يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة”.

وأشارت الحركة إلى أن هذا المسار “لا ينسجم مع دور المغرب المنخرط بقوة في دعم الحق والنضال الفلسطيني عبر التاريخ”، ودعت مرة أخرى إلى “التراجع عن مسار التطبيع وقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، والانحياز لتاريخ المغرب المجيد في نصرة القدس، وتفويت الفرصة على خصومنا الذين يستغلون كل محطة لمزيد من التوتر والإساءة إلى صورة المغرب الذي ما فتئ يعلن أن القضية الفلسطينية هي في نفس مرتبة قضية الصحراء المغربية”.

وبخصوص تطورات قضية الوحدة الترابية، أكدت حركة التوحيد والإصلاح، في بيانها، على مواقفها “الثابتة من مغربية الصحراء، وسيادة المغرب عليها وعلى كامل ترابه، وتندد بكل الاستهدافات والمؤامرات التي تحاك ضد وحدتنا الترابية”.

كما جددت الحركة الدعوية رفضها جعل قضية الصحراء المغربية موضوع “ابتزاز أو مساومة أو مقايضة؛ لأنها قضية عادلة تتعلق بوحدة الأمة ورفض التجزئة والانفصال، وتعتبر كل المواقف والمساعي لتقويض وحدتنا استهدافا للاستقرار بالمنطقة وخدمة مجانية للمشروع الصهيوني في منطقتنا المغاربية وترسيخا لمنطق التجزئة الاستعماري ومعاكسةً لإرادة الشعوب المغاربية”، في إشارة غير مباشرة إلى الاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء.

وعبر المكتب التنفيذي للحركة ذاتها عن انخراطه في إسناد ودعم “معركة تحرير القدس وفلسطين، ويُهيب بكل القوى الفاعلة ببلادنا للعمل من أجل مناهضة كل أشكال التطبيع ودعم الشعب الفلسطيني في معركة الحرية وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.

في تعليقه على الموضوع، اعتبر إدريس الكنبوري، الباحث في الفكر والحركات الإسلامية، أنه، منذ بلاغ الديوان الملكي في شهر مارس الماضي الذي انتقد موقف حزب العدالة والتنمية من التطبيع، “أصبح هناك فصل بين مسار التطبيع ومسار الوحدة الترابية وبين الاستحقاقات السياسية للتطبيع والاستحقاقات الثقافية والمجتمعية له”.

وأضاف الكنبوري، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن هذا الأمر جعل “حركة التوحيد والإصلاح تفصل بين المسارين؛ وهو موقف يسير في نفس سياسة الدولة، لأن المغرب ميز بين استئناف العلاقات مع إسرائيل وبين دعمه للقضية الفلسطينية”.

وسجل الباحث في الفكر والحركات الإسلامية أن أهداف إسرائيل من وراء التطبيع مع الدول العربية هو “إبعاد الموضوع الفلسطيني؛ لكن المغرب لم يتبن هذا الطرح. ومن ثمّ، بقي استئناف العلاقات مع إسرائيل نوعا من البراغماتية السياسية، حيث يوظف التطبيع لصالحه من دون أن توظفه إسرائيل لصالحها”.

وأضاف المتحدث ذاته شارحا موقف الحليف الدعوي لحزب العدالة والتنمية أن الحركة لها “التزامات واضحة تجاه قواعدها ولها خط معين. ولذلك، فإن موقفها من التطبيع مع إسرائيل موقف استراتيجي”، وزاد موضحا أنها تعبر عن موقفها كـ”حركة دعوية غير منخرطة في العمل السياسي بشكل مباشر. لذلك، لديها هامش تتحرك فيه”، واستدرك قائلا: “غير أنني أعتقد أن قراءتها لقضية التطبيع اليوم تعتريها النواقص بسبب عدم الأخذ في الاعتبار لعدد من المعطيات الدولية والإقليمية”.

وذهب الكنبوري إلى أن “التطبيع اليوم يختلف عن في حالة مصر والأردن في السبعينيات والتسعينيات؛ فهو تطبيع بالإكراه عبر البوابة الأمريكية، من خلال توظيف الأزمات الداخلية والإقليمية للدول لتسويغ التطبيع؛ وهذا موقف عبر عنه عبد الإله بنكيران بوضوح”، حسب تعبيره.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

شيخي يدعو إلى حوار وطني أوسع من "لجنة النموذج التنموي" في المغرب

الجناح الدعوي لحزب “العدالة والتنمية” يقصف قانون "فرنسة" التعليم المغربي

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

نزار بركة يُؤكد أن حزب الاستقلال يُواصل جهوده لتعزيز…
المغرب يُعزز دوره القيادي عالمياً في مكافحة الإرهاب بفضل…
ناصر بوريطة ولقجع يُؤكدان أن وزارتيهما ملتزمتان بالتنزيل التدريجي…
حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة
مجلس الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

اخر الاخبار

رياض مزور يترأس المجلس الإقليمي لحزب الاستقلال في إقليم…
السفير محمد عروشي يُؤكد على الدور الحاسم الذي لعبته…
وزير العدل المغربي يُوجه كلمه بمناسبة عقد المكتب الدائم…
السلطات البلجيكية تُرحل عشرات المهاجرين إلى المغرب

فن وموسيقى

تتويج المغربي محمد خيي بجائزة أحسن ممثل في مهرجان…
رافائيل نادال يختتم مشواره ويلعب مباراته الأخيرة في كأس…
الذكرى التسعين لميلاد فيروز الصوت الذي تخطى حدود الزمان…
سلاف فواخرجي تؤكد أنها شاركت في إنتاج فيلم "سلمى"…

أخبار النجوم

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
سلاف فواخرجي تتألق في فيلم ”سلمى” وتسلط الضوء على…
أول تعليق من حسين فهمي بعد حصوله على جائزة…
مها أحمد تسخر من قلة العمل وكثرة النجوم على…

رياضة

محمد صلاح في المركز الثاني كأفضل هدافي الدوري الإنكليزي…
بيب غوارديولا يكشف سبب تمديد تعاقده مع مانشستر سيتي
كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
أبرز المحطات في مسيرة لاعب التنس الاستثنائي نادال التي…

صحة وتغذية

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على…
فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية

الأخبار الأكثر قراءة

مصر توجه انتقادات حادة للانقسام الأوروبي حول الأوضاع في…
إسرائيل تُسرع من تطوير تقنيات لمواجهة هجمات الطائرات المُسيَّرة…
وزير الخارجية الإيراني يزور الأردن ومصر وتركيا
المغرب يشارك في مؤتمر السلطات المحلية والجهوية لمجلس أوروبا
عشرات المواطنين المغاربة يُعربون عن تنديدهم بمحرقة جباليا ويُطالبون…