الجزائر- ربيعة خريس
أنهى الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الجزائر جمال ولد عباس، مهام المستشار المكلف بالإعلام في التشكيلة السياسية موسى بن حمادي، حسب ما جاء في بيان للحزب الحاكم. وذكر البيان أن عضو المكتب السياسي المكلف بالتنظيم الصادق بوقطاية سيتولى مهام هذا المنصب، مشددًا على تطبيق القرار في كل هياكل الحزب.
ولم يكشف الحزب عن أسباب إنهاء مهام المستشار المكلف بالإعلام السابق موسي بن حمادي، إلا أن مصدر قيادي داخل الحزب أكد إلى "العرب اليوم"، أن هذا الصراع قد طفا إلى السطح بين الرجل الثاني في حزب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، ومستشاره المكلف بالإعلام تفجر عقب الانتخابات البرلمانية التي جرت يوم 4 مايو / آيار الماضي، وكشف المصدر عن انضمام موسى بن حمادي للجناح المطالب برحيل الأمين العام للحزب الحاكم.
وتم تعيين موسى بن حمادي في منصبه السابق، عشية الانتخابات النيابية عقب إبعاد المكلف بالإعلام السابق حسين خلدون من نفس المنصب، نتيجة خلاف مع الأمين العام ولد عباس. وقال موسى بن حمادي، المستشار المكلف بالإعلام للحزب الحاكم، في أول تعليق له على قرار إنهاء مهامه من طرف الأمين العام، أن انعقاد اللجنة المركزية أصبح أمرًا ضروريًا، من أجل تقييم نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة، وهو ما يعني أن بن حمادي الذي شغل منصب وزير الاتصال والبريد وتكلنوجيات الاتصال سابقا، قد ضم صوته لصوت المطالبين برحيل ولد عباس قبيل الانتخابات المحلية المزمع تنظيمها من شهر نوفمبر / تشرين الثاني، إلى ديسمبر / كانون الأول حسب تصريحات رئيس الوزراء الجزائري عبد المجيد تبون، مبرزا أنه قبل مهمة مكلف بالإعلام والاتصال من أجل مصلحة الحزب وأنه لم يكن راضيا بطريقة تسيير جمال ولد عباس.
وقال الوزير السابق إنه قدم استقالته من المنصب منذ فترة، ويرى اليوم أنه أصبح من الضروري انعقاد اجتماع للجنة المركزية للحزب، من أجل تقييم أداء الإدارة الحالية والنتائج الأخيرة للانتخابات. وأوضح موسى بن حمادي "طريقة إدارة ولد عباس لم تكن تعجبني لكنني قبلت بالمهمة من أجل مساعدة الحزب في تلك الفترة"، وعن سؤال إن كان من بين الكوادر الذين يعتبرون أن ولد عباس غير قادر على تسيير الأفالان، رد "يجب إعطاء الكلمة للجنة المركزية ".
وكثف نواب سابقون وحاليون في الحزب الحاكم، حراكهم للإطاحة بخليفة عمار سعداني في الحزب قبيل الانتخابات البلدية المقبلة، وشرعوا في جمع التوقيعات للمطالبة بعقد دورة استثنائية للجنة المركزية، نظرًا لتقهقر نتائج الحزب الحاكم في الاستحقاقات الأخيرة. ورد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس، عليهم مؤكدا تمسكه بإكمال عهدته لخمس سنوات مقبلة.
ووجه الأمين العام للحزب الحاكم، خلال لقاء جمعه بأعضاء المكتب السياسي للحزب، اتهامات لأعضاء في اللجنة المركزية وقياديين بارزين في الحزب بالتشويش على تشكيلته السياسية قبيل الانتخابات المحلية المزمع تنظيمها شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. ووصف ولد عباس، في تصريحات صحافية على هامش اجتماع للمكتب السياسي، محاولات الإطاحة به في دورة طارئة للجنة المركزية يحضر لها قيادات في الحزب بـ"التشويش". وفي رد له على خصومه ومناوئيه في الحزب، قال ولد عباس إن أجندة الحزب مضبوطة على موعد واحد للجنة المركزية المقررة في شهر أكتوبر / تشرين الأول.