الجزائر ـ ربيعة خريس
انتقد سفير الجزائر لدى بلجيكا عمار بلاني، التطاول الإعلامي البلجيكي على الجزائر، والذي تنبأ بسقوط البلاد على شاكلة حلب السورية، مشيرًا إلى أن "الجزائر ليست سورية، وعلى كاتب المقال أن يبحث جيدًا في تاريخنا".
وأوضح بلاني في معرض ردّه على احدى الجرائد البلجيكية أن ”هذا الخبير بالقضايا الأوروبية” يقوم بمحاولة تكهن من خلال قيامه بتشبيه أقل ما يقال عنه غريب للوضع في الجزائر موظفًا في ذلك أوهاما استعمارية جديدة تروّج لها بعض الصحف الفرنسية هي الأخرى بتفاهات تحظى بدعم معارضين جزائريين ناقمين ينعمون برغد العيش في الضفة الأخرى للمتوسط"، مشيرًا إلى أن سيناريو “سياسة-خيال” الذي “بلغ مستوى السخافة فيه مبلغ اللامعقول في روايات “كافكا” و الذي أعده كاتب المقال الذي حمل عنوان “بعد حلب هل سيأتي دور الجزائر” يعكس مدى “عدم معرفة هذا الأخير بالجزائر و جهله بتاريخها وواقعها الاجتماعي الديناميكي و آخر ما أحرزته من تطورات، بل هو يجهل حتما أن الجزائر القوية بوحده قيادتها و صمود شعبها قد شنت منذ أكثر من ربع قرن حربها ضد التطرف العنيف في المعركة التي خرجت منها منتصرة".
وأضاف بلاني أن الجزائر “قامت بطي هذه الصفحة السوداء من تاريخها إلى الأبد لتلتزم بحزم و ثبات بمسار ديمقراطي لا مناص منه مع ضمان استقرار البلد و السير العادي و المنظم لمؤسسات الجمهورية إلى جانب تحقيق التطور الاقتصادي والعدالة الاجتماعية"، مشيرًا إلى أن "الكاتب لم يكن مطلعًا على التغيرات التي أحدثت في كل مضامير الحياة السياسية و الاجتماعية والاقتصادية في الجزائر، وهي تغيرات وجدت لها في مراجعة الدستور لسنة 2016 نقطة ترسيخ و دعامة من أجل تكريس الطابع الجمهوري للجزائر و كذا مبدأ المصالحة الوطنية و تحويل المجتمع الجزائر على اختلافاته اللغوية و العرقية وعبر الحساسيات السياسية التي تعبر بحرية إلى حصن منيع ضد الإرهاب و الإيديولوجيات الظلامية".
وحرص بلاني على تذكير الكاتب بأن “الجزائر القوية بمؤسساتها الجمهورية و ثقافتها الديمقراطية التي تعد ثمرة مسار طويل من النضج الداخلي لطالما اضطلعت بدور محوري في تحقيق الاستقرار في المنطقة"ّ، محذّرًا من “ادعاءات وهمية وغير لائقة ولا أخلاقية” و من “الهجومات التي تحاول المساس بأمن و استقرار البلد” مؤكدا أن الجزائر ستحسن الرد على كل تهديد لأمنها"، و خلص بلاني إلى القول أن الجزائر “تمكنت في الماضي من إسكات دعاة السوء في صفوف المروجين لسؤال -من يقتل من- خلال فترة الصمود البطولي للشعب الجزائري ضد الإرهاب أو حتى مؤخرا خلال “الربيع العربي ".