باريس ـ مارينا منصف
كشفت تسريبات جديدة أن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند كان يعلم منذ الصيف الماضي أن الجهادي المغربي عبد الحميد أباعود كان يخطط بشكل جدي للقيام بهجمات إرهابية في العاصمة الفرنسية باريس انطلاقا من سورية، حسب ما أوردته صحيفة "لافانغوارديا" الإسبانية نقلا عن "لوباريسيان" الفرنسية.
وأوضح المصدر ذاته أن الرغبة في تصفية أباعوض كانت من الأسباب الرئيسة التي جعلت فرنسا تقصف مواقع تابعة لتنظيم "داعش" في سورية العام الماضي. وأشار إلى أن الاستخبارات المغربية كانت تتعقب تحركات أباعوض، موضحة أنه بعد اعتداءات باريس في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي أخبرت المخابرات المغربية نظيرتها الفرنسية بأن الجهادي كان يوجد في أيلول/ سبتمبر الماضي في اليونان، تحديدا في جزيرة ليروس، مضيفة أنه تمكن ما بين 20 أيلول/ سبتمبر و3 تشرين الأول/أكتوبر الماضيين من تهريب انتحاريين بين أفواج اللاجئين والمهاجرين.
وكشفت المحاكمة الجارية في بروكسيل لـ"خلية فيرفيي" التي فككت في بلجيكا بعد الاعتداء على مقر "شارلي إيبدو" في باريس بأيام - أن أباعوض كان زعيمها وعقلها المدبر من سورية؛ فرغم البعد الجغرافي كان أباعوض يتصل بأعضاء الخلية بشكل يومي تقريبا ليبلغهم تعليماته للإعداد للهجمات التي كانت الخلية تنوي تنفيذها.
وذكرت صحيفة "لوموند" في عدد أمس أن أباعوض - بالموازاة مع إرسال تعليماته - كان يحاول في الأسابيع الأخيرة من 2014 العودة إلى بلجيكا مستغلا موجة الهجرة المكثفة للسوريين؛ إذ مر بتركيا ثم اليونان، ووصل إلى العاصمة أثينا دون أن يتمكن من العبور، وذهب إلى حد محاولة التسلل إلى بلغاريا عبر نهر يعد جزءا من الحدود مع اليونان، لكن دون جدوى، وحاول العبور من أحد المطارات بوثائق مزورة، وبعدما يئس أمر أتباعه في بلجيكا بأن يرسلوا له من يساعده على العبور، وهو ما حدث.