الرياض - المغرب اليوم
عقدت المملكة العربية السعودية، الجمعة بجدة، الاجتماع التشاوري لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي إضافةً إلى مصر والأردن والعراق، من أجل تدارس عودة النظام السوري إلى كنف جامعة الدول العربية، دون أن تستدعي الجزائر التي تترأس التكتل الإقليمي في الظرفية الراهنة.
وتترأس الجزائر، حاليا، جامعة الدول العربية بعد استضافتها النسخة السابقة من “القمة العربية”، وتساند عودة النظام السوري بقوة إلى الجامعة منذ سنوات؛ لكن ذلك لم يشفع لها لحضور الاجتماع التشاوري الذي قادته السعودية بخصوص هذه النقطة بالذات، وهو ما اعتبره بعض المراقبين إقصاء واضحا للنظام الجزائري من طرف الرياض.
وعلقت جامعة الدول العربية عضوية النظام السوري بسبب طريقة تعامل بشار الأسد مع الاحتجاجات الداعية إلى تنحيه عن الرئاسة سنة 2011، وما تبعها من حرب أهلية دامت نحو عقد من الزمن؛ مما خلف خسائر بشرية ومادية فادحة، قبل أن يعود جدل انضمام دمشق من جديد إلى جامعة الدول العربية إلى الواجهة بعد استضافة السعودية للقمة العربية.
وكان من المفترض حضور الجزائر في الاجتماع الذي دعت إليه المملكة العربية السعودية بخصوص عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، على اعتبار أنها تترأس الجامعة في الظرفية الحالية، وبالتالي، فهي معنية بهذا النقاش قبل انعقاد القمة المقبلة بالرياض؛ غير أن بعض المنشورات الإعلامية أرجعت ذلك إلى اختلاف وجهات النظر بين الطرفين في معالجة الملفات الإقليمية، خاصة أن السعودية تساند المغرب في قضية وحدته الترابية.
وبهذا الخصوص، أشارت صحيفة “TSA” الجزائرية، نقلا عن مصادرها الحكومية، إلى أن النجاحات الدبلوماسية التي حققتها السعودية في تدبير الملف الإيراني دفعها إلى “الانفراد” بالملف السوري أيضا، ومن ثم، عدم إطلاع الرئاسة الجزائرية لجامعة الدول العربية على حيثيات المفاوضات.
وأوضح المنشور ذاته أن الرئاسة الجزائرية “منزعجة” من تحركات المملكة العربية السعودية حيال الملف السوري دون إشراكها في المحادثات الإقليمية، بالنظر إلى أن قرار العودة من عدمه إلى اللجامعة يتزامن مع الرئاسة الجزائرية الدورية للتكتل، مؤكدا كذلك غياب الاجتماعات الدورية بين الطرفين بشأن انعقاد “القمة العربية” القادمة.
رشيد لزرق، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة القنيطرة بالرباط، أفاد بأن “النظام العسكري الجزائري يعيش عزلة إقليمية واضحة المعالم منذ مدة، خاصة من طرف الدول القيادية بالمنطقة، بما يشمل دول مجلس التعاون الخليجي”، مبرزا أن “مقاطعة الملوك والرؤساء للقمة العربية السابقة المنعقدة بالجزائر دليل على ذلك”.
ولفت لزرق، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “السعودية سرعت من وتيرة الاجتماعات التي يراد منها إرجاع النظام السوري إلى جامعة الدول العربية لإنهاء الانقسام العربي الداخلي، دون أن تستدعي الجزائر لأي اجتماع رغم رئاستها الدورية للجامعة؛ لأن العلاقات السياسية بين الطرفين ليست على ما يرام منذ سنوات عديدة”.
وتابع شارحا بأن “الضعف السياسي الجزائري بات جليا لدى جميع الفرقاء السياسيين بالمنطقة، حيث لم تستطع استثمار العلاقات التي تجمعها بسوريا وإيران لاستباق عودة دمشق إلى جامعة الدول العربية، وهو ما نجحت المملكة العربية السعودية في القيام به خلال وقت وجيز، الأمر الذي دفعها إلى الانفراد بالمشاورات تفاديا لأي تشويش أجنبي على أجندة القمة العربية”.
قد يهمك أيضاً :
مباحثات بناءة بين ولي عهد السعودية ووفد أميركي بشأن النزاع في اليمن
الولايات المتحدة والسعودية والإمارات تدعو لوقف العنف في السودان