الرباط _ المغرب اليوم
تشهد الدائرة الانتخابية التشريعية الرباط المحيط بالعاصمة الإدارية للمملكة، والتي تعد معقلا لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، صراعا محتدما بين كبار الشخصيات؛ يتقدمهم سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة الأمين العام لحزب العدالة والتنمية. وتلفت الدائرة الانتخابية سالفة الذكر الأنظار في استحقاقات الثامن شتنبر المقبل، حيث تخوض مجموعة من الأسماء المعروفة غمار الترشح بها لكسب المقعد النيابي. وفي الوقت الذي دخل فيه حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية باسم بدر الطناشري الوزاني، رئيس الهيئة الوطنية للبياطرة، معولا عليه لاستعادة مكانه بها؛ فإن
“البيجيدي” يدخل غمار المنافسة بسعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب “المصباح”. وازدادت حدة المنافسة في هذه الدائرة الانتخابية التشريعية، المعروفة لدى الاتحاديين بدائرة المهدي بنبركة، بعدما قرر حزب التقدم والاشتراكية ترشيح أمينه العام محمد نبيل بنعبد الله؛ فيما يدخل حزب الأصالة والمعاصرة بالقيادي المهدي بنسعيد. أما حزب التجمع الوطني للأحرار، فقد اختار لمواجهة هذه الأسماء المهندس عبد الرحيم وسلام؛ فيما دخلت فيدرالية اليسار الديمقراطي، التي فاز عمر بلافريج خلال الانتخابات السابقة باسمها، بالمرشحة مريم بنخويا الإطار بوزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح
الإدارة والحاصلة على ماستر في التجارة الخارجية من جامعة ليل وماستر تسيير المالية العمومية من جامعة السوربون، طامحة بدورها إلى الاستمرار على رأس هذه الدائرة. ويرى مراقبون أن الدائرة الانتخابية التشريعية الرباط المحيط ستكون أكثر الدوائر لفتا للانتباه وطنيا وستعرف صراعا حادا بين الأحزاب من أجل الظفر بالمقعد النيابي، خصوصا بعدما قرر رئيس الحكومة الترشح بها وتخليه عن دائرته السابقة بمدينة المحمدية. وحسب المتتبعين، فإن الدائرة الانتخابية التشريعية المذكورة ستستغلها التنظيمات السياسية لتوجيه انتقاداتها إلى حزب العدالة والتنمية في شخص أمينه العام، بسبب
التدبير الحكومي خلال هذه الولاية المنتهية. وفي هذا الصدد، أوضح الباحث رشيد لزرق أن الدائرة الانتخابية التشريعية الرباط المحيط “لها رمزية كبيرة لكونها تضم الطبقة المتوسطة؛ وهذا ما جعل العثماني يصمم على الترشيح بها، كما منافسه التجمع الوطني الأحرار الذي يدفع بشاب من الكفاءات وهو من الوجوه التي لفتت انتباه ساكنة المنطقة”. وأضاف المحلل السياسي، ، أن ترشيح الأمين العام لحزب “الكتاب” هو “محاولة للاستفادة من تصويت جناح عبد الإله بنكيران الغاضب من العثماني، والاستفادة كذلك من وجود حركة يسارية غاضبة من ترشيح الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية
لبروفايلات هزيلة”. وأوضح المتحدث نفسه أن هذه الدائرة الانتخابية التشريعية، التي تعد الأكبر من حيث الكثافة السكانية والتي تتوفر على قاعدة كبيرة من الطبقة المتوسطة، ستشهد صراعا بين المعارضين والعثماني، على اعتبار أنها ستكون محطة لمساءلة حصيلة حكومة العدالة والتنمية. ومعلوم أن الدائرة الانتخابية التشريعية الرباط المحيط كانت، على امتداد محطات انتخابية سابقة، حكرا على حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية؛ فقد كان القيادي الاتحادي محمد اليازغي يظفر بمقعده بها، قبل أن تنتقل فيما بعد إلى لطيفة الجبابدي، ليفقدها بعدها حزب “الوردة”.
قد يهمك ايضا
تنافس انتخابي شرس في العاصمة "مجربون" ينشدون إسقاط رئيس الحكومة
حكومة العثماني تصادق على تعيينات في مناصب عليا في آخر ولايتها