الرباط - كمال العلمي
بين سياسي “يميل إلى النخبة الاقتصادية وعالم المال” منفتح وليبرالي، وبين زعيمة “جبهة” ترفض الاعتراف بحقوق المهاجرين وتعارض صعود الإسلام، يدخل المغاربة غمار الدور الثاني من الانتخابات الفرنسية، وعينهم على مساعدة إيمانويل ماكرون من أجل بلوغ كرسي السلطة مرة أخرى.وأظهرت التقديرات الأولية تصدّر ماكرون نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، التي جرت الأحد، بفارق بضع نقاط مئوية عن منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبين، وسيتواجه الاثنان في الجولة الثانية الحاسمة.
ووفق ثلاثة تقديرات من معاهد مختلفة، حلّ الرئيس المنتهية ولايته أولا، بحصوله على ما بين 27,6 و29,7 بالمائة من الأصوات، في نهاية حملة تعطلت بشكل كبير بسبب وباء “كورونا” والحرب بين روسيا وأوكرانيا.وجاءت لوبين في المرتبة الثانية، بنيلها 23,5 إلى 24,7 بالمائة من الأصوات، وفق تقديرات معاهد “أوبن واي” و”آي فوب” و”هاريس”، متقدمة على المرشح اليساري الراديكالي جان لوك ميلانشون، الذي حصد ما بين 19,8 و20,5 بالمائة من أصوات الناخبين.
مصطفى طوسة، المحلل السياسي المقيم بفرنسا، قال إن هناك ظاهرة غير مسبوقة في الانتخابات الفرنسية، حيث لأول مرة تتجند جمعيات مسلمي فرنسا وشخصيات من عالم الهجرة من أصول عربية وإفريقية بطريقة علنية للتصويت لصالح ميلانشون زعيم حزب فرنسا الأبية.ويشرح المحلل والخبير في الشأن الفرنسي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن هؤلاء صوتوا لصالح ميلانشون لسبب بسيط هو أن هذه الشخصية بنت حملتها الانتخابية عبر الدفاع عن مسلمي فرنسا، الذين كانوا هدفا لانتقادات لاذعة من قبل أيقونة اليمين المتطرف إريك زمور.
وأضاف أن هذه الانتخابات شهدت تعبئة واضحة المعالم من أجل التصويت لصالح ميلانشون، وهذا يفسر حصوله على 20 بالمائة من الأصوات الانتخابية.وبالنسبة للدور الثاني للانتخابات الفرنسية المقرر إجراؤه في 24 أبريل، من الواضح، يضيف الطوسة، أن مغاربة فرنسا والعرب سيصوتون لصالح ماكرون من أجل إغلاق الأبواب أمام اليمين المتطرف ومنعه من الوصول إلى السلطة.
وأشار الطوسة إلى أن مغاربة فرنسا صاروا أمام خيارين: رجل دولة ديمقراطي معتدل له سياسة إصلاحية ويريد إقامة علاقات جوار هادئة مع العالم العربي والمغرب العربي، وشخصية مثل مارين لوبين هدفها خلق قطيعة داخل المجتمع الفرنسي وإقامة علاقات متوترة مع العالم العربي والإسلامي.واستدرك المتحدث ذاته قائلا إن المرشح لنيل دعم المغاربة سيكون ماكرون، بالنظر إلى تبنيه مواقف إيجابية عديدة بالنسبة إلى المغرب، وأيضا على مستوى المحيط المتوسطي والمغاربي.
قد يهمك ايضًا:
ماكرون يتقدّم على لوبن في الجولة الأولى إنتخابات الرئاسة الفرنسية ويتنافسان في الجولة النهائية
الفرنسيون يتوجهون إلى مراكز الاقتراع من أجل انتخاب رئيس للجمهورية