الجزائر – ربيعة خريس
تلقت الجزائر, خلال أعمال اجتماع الجمعية العامة التأسيسية لاتحاد الأفريقي للتعاون في مجال الشرطة الأفريقية " أفريبول ", تحذيرات من المنظمة الدولية للشرطة الجنائية, بخصوص التهديدات الخطيرة التي تتربص بأمنها كالتنظيمات المتطرفة التي تحاول التوغل إلى الداخل ومختلف أنواع الجريمة المنظمة كالمتاجرة بالأسلحة والهجرة غير الشرعية, نظرا إلى شساعة شريطها الحدودي.
وكشف المدير التنفيذي لمنظمة الشرطة الجنائية الدولية تي موريس, أن الجزائر تواجه العديد من التحديات والمخاطر الأمنية التي لا يستهان بها كمحاولات تسلل المنظمات المتطرفة والجريمة المنظمة والاتجار غير المشروع بالمخدرات والهجرة السرية. وينتظر الاتحاد الأفريقي للتعاون في مجال الشرطة " آفريبول " مهام صعبة, بالنظر إلى التطورات الأمنية القائمة في منطقة الساحل الأفريقي أبرزها محاربة التنظيمات المتطرفة التي استغلت الفراغ الأمني في القارة الافريقية وهشاشة بعض الدول التي تعاني من انفلات أمني داخلي، لتمدد حراكها في وسط وشرق أفريقيا، وتفاقمت يومًا بعد يوم بسبب غياب سياسية أمنية قارية ناجعة. وتعول الجزائر, على التعاون الأمني بين أجهزة الأمن الدولية والأفريقية.
وقال رئيس حكومة الجزائر, عبد المالك سلال, إن الجزائر تعول كثيرًا على التنسيق الأمني بين القادة الأفارقة لبعث " الأفريبول " ومواجهة آفة التطرف. وتحدث رئيس حكومة الجزائر, في خطاب ألقاه خلال أعمال الجمعية العامة الأولى لآلية الاتحاد الأفريقي لتعاون أجهزة الشرطة في أفريقيا "أفريبول" عن تحالف المتطرفين مع المتاجرين بالمخدرات والأسلحة والبشر ومحترفي الجريمة الإلكترونية وتبييض الأموال.
وقال إن هذا الأمر يدفعنا إلى مزيد من التعاون والتنسيق لدرء هذا التهديد. وأوضح أن "هذا الخطر الكوني والتهديد المنظم متعدد الأوجه لأمننا، يفرض العمل المشترك والتعاون والتنسيق بين أجهزة الأمن الدولية، وانخراط المجتمع الدولي في هذا الجهد".
وكثفت الجزائر أخيرا حراكها لمواجهة آفة التطرف, وساهمت في بعث العديد من الجمعيات والمنظمات لمحاربة هذه الظاهرة من بينها ما يعرف بـ"رابطة أئمة وعلماء الساحل" التي تسعى الى محاربة التطرف الديني في أوساط الشباب في دول المنطقة، وتحسيسهم بخطورة الإرهابيين الذين يستميلونهم إليهم. كما أطلقت الجزائر "لجنة مشتركة لقيادات أركان جيوش الساحل"، عام 2010 بهدف مطاردة المتطرفين.
واختتمت الاثنين أشغال أعمال اجتماع الجمعية العامة التأسيسية لهذه المنظمة الأفريقية الجديدة، التي انعقدت في العاصمة الجزائرية بحضور قادة الشرطة لبلدان أفريقيا ومسؤولي الهيئات الشرطية الإقليمية. وعُيّن اللواء الجزائري عبد الغني هامل، رئيسًا لآلية الاتحاد الأفريقي للتعاون بمجال الشرطة “أفريبول".
وتباحث المسؤولون الأمنيون الأفارقة وشركاؤهم الدوليون القوانين الداخلية للجمعية العامة واللجنة المسيرة، بالإضافة إلى تعيين أعضاء اللجان المديرة للأفريبول، مع تحديد الأطر العامة للتعاون بين الهيئات الشرطية على المستويات الوطنية والجهوية والقارية والدولية.