الرباط - كمال العلمي
“ما حدث في المغرب كان صعبا جدا. نحن قد عشنا تجربة الزلزال، فنعلم كيف تدمرت البيوت، وكيف أنهم عانوا من الموت والإصابات، فأتمنى لأهل المغرب أن يكونوا بسلام”. هذا ما قالته إحدى فتيات مخيمات اللجوء السورية في لبنان، في فيديو نشرته إحدى الصفحات الإلكترونية، تعبيرا عن تضامن أهل سوريا مع إخوانهم المغاربة.بالرغم من الأزمة التي تعيشها سوريا منذ عام 2011، نشأ تضامن من الحكومة السورية ومن الدفاع المدني السوري التابع للمعارضة السورية من جهة أخرى، مع منكوبي زلزال الحوز.
وزير الخارجية السورية يعزي نظيره في المغرب جراء زلزال الحوز
وجه فيصل المقداد، وزير الخارجية والمغتربين، رسالة تعزية إلى ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، بضحايا الزلزال العنيف الذي ضرب أقاليم عديدة في المملكة مساء يوم الجمعة، وخلّف ما يزيد عن ألفي قتيل ودمارا في عدد من الأبنية.وأعرب الوزير لنظيره المغربي عن تضامن سوريا وشعبها مع الشعب المغربي في هذه المحنة، داعيا بالرحمة لضحايا الزلزال والصبر والسلوان لذويهم، وأن يمن الله على المصابين بالشفاء العاجل.كما عبر مقداد عن “ثقته بأن الشعب المغربي الشقيق سيتجاوز هذه المحنة الكارثة، ويعيد بناء ما دمره الزلزال”.
الدفاع المدني السوري يعرض المساعد على المغرب
أعرب الدفاع المدني السوري عن تعازيه الحارة للشعب المغربي وأسر الضحايا بعد زلزال الحوز، معبرين عن تضامنهم الكامل مع فريق الإنقاذ المغربي.منير المصطفى، نائب مدير الدفاع المدني السوري، قال: “عندما بدأت تتوارد الأنباء عن الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب، كانت المبادرة الأكثر فعالية بالنسبة لنا هي مد يد المساعدة على شكل فرق بحث وإنقاذ”.
وأضاف المصطفى في تصريح : “ومع ذلك، فإن الواقع والظروف الصعبة على الأرض تطرح تحديات هائلة بسبب طبيعة وسياق شمال غربي سوريا والعوائق اللوجستية المتعلقة بطبيعة المنطقة والظروف المرتبطة بتعبات الحرب”.قدم الدفاع المدني السوري مبادرة عبارة عن فيديوهات تتضمن إرشادات ونصائح للسكان قبل وأثناء وبعد حدوث الزلزال.
وعبر نائب مدير الدفاع المدني السوري: “نسعى إلى إيصال تجربتنا لفرق الوقاية المدنية التي نعتز بجهودها الكبيرة ونثق بإمكاناتها في البحث والإنقاذ والخبرات الكبيرة التي تمتلكه”.وفي الختام، ذكر المسؤول ذاته بالزلزال الذي ضرب شمال سوريا في يوم 6 فبراير وراح ضحيته أكثر من 5 آلاف، قائلا: “لا يمكن أن ننسى دعم الشعب المغربي لنا بكارثة الزلزال المدمر التي ضرب شمال سوريا ووقوفهم بجانبنا”.
من إدلب إلى مراكش
عبّر المواطنون في مدينة إدلب عن تضامنهم مع ضحايا زلزال الحوز بطريقتهم الخاصة، حيث أعرب رسام الغرافيتي السوري عزيز أسمر عن تضامنه عبر الرسم على جدران مبنى مهدم في منطقة إدلب، شمال غربي سوريا.
عزيز أسمر بات يعرف برسمه أبرز الأحداث العالمية على جدران المباني المهدمة في إدلب، واختار التضامن مع المغرب برسم كتابات خاطب فيها المغاربة قائلا: “وجعكم وجعنا”.وقال مصدر: “من أصعب اللحظات التي مرت علي وعلى الشمال السوري هي حين سماعنا حدوث زلزال في مدينة مراكش، فعدنا بالذاكرة إلى سبعة أشهر حين عشنا تجربة مماثلة مع زلزال سوريا”.
وفي سؤالنا حول اختياره للرسومات، قال عزيز: “صورة الأم الثكلى ذكرتنا بصورة الأم الثكلى في سورية، كما هو الحال لذلك الأب المغربي الذي يبحث عن أولاده تحت الركام؛ فقد ذكرنا بالأب السوري الذي كان ينتظر أن يخرج أبناؤه أحياء من تحت الأنقاض”، وبهذا فسر عزيز تكرار جملة “لا يشعر بالألم إلا من به ألم”.
و قال رسام الغرافيتي السوري: “قمنا برسم هذه اللوحات حتى نقول للمغاربة، ألمكم ألمنا، وما شعرتم به قد شعرنا به قبلكم، ونعرف قيمة أن يفقد شخص أحد من أفراد عائلته وأحبابه”.وبمساعدة شباب منطقة شمال سوريا، تم رسم لوحة بانورامية تضم زلزال المغرب وفيضان ليبيا والحرب في سوريا، تعبيرا عن التضامن بين أبناء الشعوب العربية.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
وزير الخارجية المغربي يُجري مباحثات مع نظيره البنيني في الرباط