الرباط - المغرب اليوم
باتت مدينة الدار البيضاء، أمام الارتفاع الكبير لعدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، قاب قوسين من العودة إلى تطبيق الحجر الصحي الشامل، كخطوة للحد من انتشار الوباء في صفوف البيضاويين، ورغم القرارات المشددة نوعا ما، التي سلكتها السلطات الحكومية في الفترة الأخيرة، وعلى رأسها تقييد حركة التنقل في الفترة المسائية، وسن قرارات إغلاق الساحات العمومية بشكل تام، وإغلاق المقاهي والمطاعم في الثامنة ليلا، بيد أنها لم تعط نتيجة إلى حدود الساعة، إذ مازالت المدينة تتصدر قائمة المدن الأكثر إصابة بالفيروس.ويرى عدد من المختصين والمهتمين في المغرب أن الوضع الوبائي صار مقلقا،
وهو ما قد يدفع السلطات المختصة إلى اتخاذ قرار الحجر الصحي الشامل على غرار ما ذهبت إليه عدة دول أوروبية هذه الأيام، تفاديا لحصد المزيد من ضحايا الفيروس.مصطفى الناجي، مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، اعتبر أن قرار الذهاب إلى الحجر الصحي الشامل يظل بيد اللجنة العلمية المختصة بوباء "كوفيد-19"، المخول لها اتخاذ مثل هذه التوصيات.واعتبر الباحث الناجي، أن فصل الخريف، وفصل الشتاء الذي يوجد على الأبواب، سيعرفان ارتفاعا في الحالات المسجلة.مردفا: "كما هو معروف فمنظومتنا الصحية في المغرب هشة ولا تستطيع تحمل الكثير من الضغط"
.غير أن هذا القرار، حسب المتحدث نفسه، رهين كذلك بالمنظومة الاقتصادية الهشة بدورها، "إذ يصعب عليها تحمل الإغلاق، ولذلك فاللجنة هي التي يمكنها الحسم في الذهاب إلى الحجر الصحي إذا تأكدت لها القدرة على ضمان حاجيات المواطنين خلال الفترة التي ستعلنها"، على حد قوله.ورغم كون هذا القرار وفق الباحث يستوجب الأخذ بعين الاعتبار الوضعية الاقتصادية للبلاد، إلا أن مدير مختبر الفيروسات شدد على أن الحد من انتشار الفيروس رهين بوقف الحركة وتضافر جهود الجميع باتباع التدابير الصحية واحترام البرتوكول الصحي الموصى به.ومازالت جهة الدار البيضاء تتصدر حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد،
إذ تشير آخر إحصائيات مقدمة من لدن وزارة الصحة، عشية السبت، إلى تسجيل 1806 حالات جديدة، منها 1398 فقط في الدار البيضاء، بينما البقية تتوزع بين مدن المحمدية بـ110، و82 في النواصر، و62 في الجديدة، و44 في مديونة، و40 في سطات، و32 في بن سليمان، و25 في برشيد، و13 في سيدي بنور.ويرى عدد من النشطاء الجمعويين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي أن اتخاذ قرار الحجر الصحي الشامل بالدار البيضاء، لمدة محددة، سيكون الحل الوحيد لتفادي استمرار تسجيل هذه الإصابات في صفوف المواطنين، بعدما أبانت الإجراءات الحكومية فشلها الذريع، خصوصا في ظل عدم تفاعل الكثير من السكان معها وعدم احترامهم التدابير الصحية.
قد يهمك ايضا:
تساؤلات حول تطبيق المغرب الحجر الصحي الشامل دون تعليق الدراسة
مصدر يؤكّد أنّ الحكومة المغربية لم تناقش إعادة تدابير الحجر الصحي