الرباط - المغرب اليوم
عاد التوتر ليطفو من جديد بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو الانفصالية، وذلك في أعقاب قيام الأخيرة بنشر قوات مسلحة في منطقة "الكركرات"، بين المغرب وموريتانيا، الشيء الذي اعتبرته الرباط "استفزازاً" لها، ومسًا بـ"اتفاق وقف إطلاق النار" الموقع بين الطرفين برعاية أممية. في حين دعا المبعوث الأممي في المنطقة الطرفين إلى "ضبط النفس".
و تعتبر الكركرات هي بقعة جغرافية صغيرة في منطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها، تقع على بعد 11كم من الحدود مع موريتانيا وعلى بعد 5كم من المحيط الأطلسي، وتقع القرية تحت سيطرة المغرب.
وحددت الأمم المتحدة المنطقة التي لا يتعدى طولها 3.7 كيلومترات ، بناءً على توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين طرفي النزاع المملكة المغربية وجبهة البوليساريو في 6 سبتمبر/ أيلول 1991، كمنطقة عازلة فاصلة بين البوليساريو والقوات الملكية المغربية المتمركزة خلف جدار الرملي. وتعرف المنطقة الحدودية العازلة بقندهار.
وأقدمت جبهة البوليساريو، في الثالث من يناير/ كانون الثاني الجاري، على نشر وحدات من مسلحيها في منطقة "الكركرات" الحدودية، على الرغم من صدور قرار أممي سابق يدعو الطرفين لسحب قواتهما من المنطقة.
وسلمت الجبهة بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام "مينورسو" رسالة تشير فيها إلى أنها ستعيد ما سمته إعادة الانتشار في منطقة الكركرات، ونشر مسلحيها.
وحملت قيادة الجبهة، في بيان لها، نقلته وكالة أنبائها الرسمية، المغرب مسؤولية التوتر، متهمة الرباط بـ"خرق اتفاق وقف إطلاق النار"، وذلك من خلال "فتح معبر بشكل أحادي الجانب في منطقة نزاع على مستوى الكركرات"، وفق قولها.
وعبرت الجبهة عن رفضها لوجود معبر تجاري في المنطقة الحدودية بين المغرب وموريتانيا.
وسبق للجبهة أن أعلنت دائماً، عبر وكالتها الرسمية، عن "جاهزية" جيشها للتصدي لأي طارئ؛ وذلك في إشارة إلى احتمال اندلاع مواجهات مسلحة مع المغرب.
ورفض المغرب خطوات البوليساريو، واصفاً إياها بـ"الاستفزازات"، معتبرًا أن ما تقوم به الجبهة من خطوات تتناقض مع الجهود الحالية للمبعوث الأممي إلى الصحراء، هورست كولر، لإحياء العملية السياسية.
واتهم عمر هلال، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، في تصريح لمصادر صحافية ، "البوليساريو" بـ"انتهاك" الاتفاقات العسكرية، والتهديد بخرق وقف إطلاق النار من طرف "البوليساريو".
واعتبر المتحدث أن المغرب يرى في "استفزازات البوليساريو تناقضاً مع الجهود الحالية للمبعوث الأممي إلى الصحراء، هورست كولر، لإحياء العملية السياسية". مشدداً على أن "المسلسل السياسي بحاجة ماسة إلى جو من الهدوء واحترام الالتزامات المتعهد بها".