الرباط - المغرب اليوم
انتعاش ملحوظ عرفه التعاون العسكري بين المغرب وإسبانيا عقب عودة العلاقات الطبيعية بين البلدين؛ فبحسب مصادر إسبانية، بلغت قيمة الصفقات العسكرية ما بين المغرب وإسبانيا 35 مليون يورو منذ النصف الأول من عام 2022، 30 مليون يورو منها تتوافق مع أربعة تراخيص معتمدة، أي العقود التي أعطت إسبانيا الضوء الأخضر لتنفيذها، وما يقرب من 5.6 ملايين تقع ضمن فئة الصادرات.
وعموما، وافقت إسبانيا على 1181 رخصة بيع أسلحة، مما أدى إلى إيرادات بقيمة 4192 مليون يورو للصناعة الإسبانية، وفقا للأرقام الصادرة عن وزارة الصناعة والتجارة والسياحة الإسبانية.
وتظل الدول الأوروبية العملاء الرئيسيين لإسبانيا. خارج دول الناتو والاتحاد الأوروبي، يعد المغرب من بين العملاء المهمين للجارة الأيبيرية إلى جانب المملكة العربية السعودية وماليزيا وسنغافورة ومالي، إذ حصلت هذه البلدان، بما فيها المغرب، على ما مجموعه 481.1 مليون يورو من إسبانيا أسلحة مصنوعة.
أما حلفاء الناتو فقد استوردوا 671.7 مليون يورو، أي 52 في المائة من الصادرات الإسبانية.
وفي هذا الإطار، قال عبد الرحمان مكاوي، خبير عسكري، إن “التعاون العسكري المغربي الإسباني قديم يعود إلى استقلال المغرب، إذ حينها اقتنى المغرب الكثير من الأسلحة الثقيلة من إسبانيا وأرسل إليها العديد من الضباط وضباط الصف للتكوين”.
وأضاف مكاوي، ضمن تصريح ، أن “التعاون العسكري بين البلدين عرف صعودا وهبوطا حسب الحالة السياسية والديبلوماسية بينهما”، موضحا أن استيراد المغرب 32.5 مليون يورو من الأسلحة الإسبانية “يدل على أن الحكومة الحالية تعتبر المغرب شريكا استراتيجيا بعد عملائها في الناتو وبعد العملاء التقليديين في المجال العسكري”.
وتابع: “بعد إعلان المغرب نيته إقامة صناعة عسكرية وحربية، أعلن كثير من المستثمرين الإسبان رغبتهم في الدخول في المنافسة لإنشاء بعض البنايات العسكرية، خاصة فيما يتعلق بالذخيرة والذخيرة الخفيفة، وكذلك بناء أوراش عسكرية للبحرية، خاصة أن إسبانيا لها صناعة عسكرية متقدمة، وكان المغرب قد فاوضها لاقتناء العديد من الفرقاطات الإسبانية”.
وأشار الخبير العسكري المغربي إلى أن مجمل التعامل العسكري بين البلدين يتعلق باقتناء المغرب قطع الغيار التي تهم الطيران العسكري وطائرات التداريب والشاحنات، وعلق بالقول: “إسبانيا والمغرب كحلفاء استراتيجيين قد يشهدان تعاونا متقدما في مجال الصناعة الحربية”.
وأوضح مكاوي أن “واردات المغرب من المصنوعات العسكرية الإسبانية تبقى على العموم قليلة مقارنة مع مشترياته الكبرى من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا”.
قد يهمك أيضا
بايتاس يُؤكد أن المغرب وإسبانيا حريصان على العمل معاُ في ظل الثقة التي تشهدها العلاقات بين البلدين