الجزائر – ربيعة خريس
حذّرت تقارير أمنية غربية، من توسع نشاط تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي الإسلامي وسيطرته على جزء واسع من ليبيا، في وقت مُني تنظيم " داعش " بخسارة كبيرة في معاقله في سرت وبنغازي، وتحدثت ذات التقارير عن التصدع الذي يعيشه التنظيم منذ الإعلان عن وفاة زعيمه البغدادي، وحسب المعطيات يتجه التنظيم إلى تعيين تونسي على رأسه.
وتحدث تقرير دولي لموقع " إير آسيا ريفيو"، عن تراجع التنظيم وخروجه من أماكن كثيرة بعد الخسارة التي مُني بها في الشرق الأوسط وعلى رأسها الموصل في العراق، ونفس الوضع ينطبق على ليبيا، فالمعارك الأخيرة التي جرت في بنغازي وسرت أثبتت أن التنظيم كان فوضويًا وغير متجانس، لكن بالمقابل برز تنظيم أخطر من هذا وهو تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي الإسلامي والذي يرتكز على الجريمة المنظمة في نشاطه.
وأوضح التقرير ذاته، أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب هو الخطر الأكبر، فهو ينشط حاليًا في ظل انشغال العالم بالقضاء على تنظيم داعش، فهذا التنظيم بدأ بالتلاشي بالفعل إلا أنه على الجانب الآخر يحاول تنظيم القاعدة إعادة صفوفه مرة أخرى في شمال أفريقيا وتحديدًا ليبيا، فالآلاف من الإرهابيين الذين دخلوا ليبيا عام 2015 وكان يعتقد أنهم تابعون لداعش، في الحقيقة كانوا تابعين لتنظيم القاعدة، ويجري الآن إدماجهم في التنظيم الإرهابي. وأكد أنه يجب البحث عن الممول الحقيقي للجماعات الإرهابية، والدول المسؤولة عن تسليحها والإجابة ستكون في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية.
ويشكل تنظيم القاعدة، الذي يتزعمه عبد المالك درودكال المكنى بأبي مصعب المكنى بأبي مصعب عبد الودود، الذي تولى القيادة منذ سنة 2004 وهو في الثلاثينات من عمره والذي عرف عنه معرفته الواسعة في مجال صناعة المتفجرات, يتوزع عناصره على جنسيات مختلفة أبرزها موريتانيا وليبيا والمغرب وتونس ومالي ونيجيريا, يشكل مصدر قلق كبير للجزائر وجيرانها رغم أنها تمكنت أخيرا من تضييق الخناق عليه ودحر جميع مخططاته وأحدث الجيش الجزائري شرخًا كبيرًا في صفوفه، وأفرز هذا الأمر بروزًا ما يسمى بـ " الخلايا النائمة " التي أصبح التنظيم يعتمد عليها لإعادة بعث صفوفه وترتيب أوراقه.
وحاول أخيرًا زعيم التنظيم الإرهابي المسمى القاعدة في بلاد المغرب العربي عبد المالك درودكال, إعادة أحياء شرارة الخراب في الجزائر, لكن مخططه باء بالفشل, حيث دعا في تسجيل صوتي الجزائريين إلى ثورة، بعدما فشلت كل مساعيه لزج الشعب في دوامة الفوضى وشحت منابع إدماجه للشباب المغلوب على أمره، حيث بثت مؤسسة الأندلس التابعة للتنظيم كلمة صوتية جديدة لزعيمه عبد المالك دوردكال المعروف بـ أبي مصعب عبد الودود بعنوان مأساة الأمة وخيانة النظام الجزائري ، يحث فيها الجزائريين على الثورة ضد من مد أولياءه من طواغيت الاستبداد وقياصرة الاستعباد بالمعونة والتأييد.
وكان قائد أركان الجيش الجزائري، الفريق أحمد قايد صالح أن بقايا الإرهاب المجرمة تلفظ آخر أنفاسها في بلادنا، وستلفظها كلية وعن آخرها. وأكد أن الجيش اتخذ كافة التدابير الردعية والوقائية والاحترازية التي تضمن حماية الحدود الوطنية على كامل امتداداتها من كل متربص غادر، إدراكا منه بحجم التحديات الأمنية المحيطة بالبلاد.