الرباط - المغرب اليوم
كشفت مجلة القوات المسلحة الملكية، في عددها الأخير "384"، عن معلومات حصرية بشأن مناورة عسكرية كبرى، أطلق عليها "تافيلالت 2018"، شاركت فيها وحدات من الجيش البري والقوات الجوية والقوات الخاصة، وتمت خلال الفترة ما بين 22 أذار /مارس و7 نيسان/ أبريل الماضي.
وتزامنت تلك المناورة مع تحركات لجبهة البوليساريو، المدعومة من الجزائر، تهدف إلى نقل بعض هياكلها العسكرية والسياسية إلى بير لحلو وتفاريتي، الخطوة التي اعتبرها المغرب انتهاكا للاتفاق العسكري رقم واحد "1"، ومحاولة تغيير الوضع القائم، وهدّد المغرب أنه لن يقبل بذلك، وأن كل الخيارات مفتوحة أمامه للدفاع عن حدوده الترابية.
وتفيد المعطيات التي قدّمتها المجلة في هذا السياق، بأن المناورة العسكرية "تافيلالت 2018" بدأت قبل التحركات السياسية والدبلوماسية، وبالأساس قبل الاجتماع الشهير لمجلسي البرلمان بالحكومة يوم الأحد فاتح أبريل الماضي، والذي أبلغ الرأي العام الوطني والدولي أن المغرب لن يقبل بتغيير الوضع القائم شرق الجدار الأمني.
وبينما انخرط المغرب في حملة دبلوماسية قوية للتحذير من الوضع، جرت تحركات لآليات عسكرية من قواعد عسكرية في المنطقة الشمالية نحو المنطقة الجنوبية، بعضها وجد طريقه إلى “الفايسبوك”، دون أن تقدم القوات المسلحة الملكية جوابا عن ذلك، ليتبين فيما بعد أن الأمر كان يتعلق بمشاركة قوات من المنطقة الشمالية في تلك المناورات.
ويمثل الهدف من المناورة في توجيه "رسالة واضحة" إلى جبهة البوليساريو والجزائر، حيث إنها تمت على شكل محاكاة في التصدي لهجوم وعمليات عدوانية ضد التراب الوطني شرق الجدار الأمني، علاوة على إبراز جاهزية الجيش الملكي في التصدي لأي عدوان محتمل.
وشاركت في المناورة وحدات من الجيش البري، والقوات الجوية، ووحدات القوات الخاصة، من المنطقتين الجنوبية والشمالية في إطار قوة عمل مشتركة، واستعملت في المناورة آليات عسكرية مختلفة من دبابات وطائرات، كما تم تنفيذها باستعمال الذخيرة الحية، وفي أوقات مختلفة من الليل والنهار، والهدف "دفاع صارم عن المناطق الحدودية" ضد أي "عدوان محتمل".
وجرت المناورة في ظروف مشابهة لتضاريس وظروف ما وراء الجدار الأمني شرقا، ويأتي الكشف عن كل ذلك، بينما تواصل جبهة البوليساريو استفزازاتها شرق الجدار الأمني، إذ نظمت، أول أمس الأحد، استعراضات عسكرية لمليشياتها في منطقة تفاريتي، في محاولة منها مرة أخرى فرض أمر واقع، وهو المسعى الذي أدانته وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بلاغ رسمي، جاء فيه أن المملكة "تدين بقوة الأعمال الاستفزازية الأخيرة التي تقوم بها "البوليساريو" في بلدة تفاريتي، شرق المنظومة الدفاعية للصحراء المغربية، وتعتبر أن الأمر يتعلق مجددا بخرق سافر لوقف إطلاق النار، وبتحد صارخ لسلطة مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة".
كما أكد البلاغ أنه بعد أن وضعهما القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي حول الصحراء المغربية، في مأزق، وأصبحا في وضع حرج بشكل فاضح، بعد تأكيد الروابط مع المجموعة الإرهابية لحزب الله، اختارت الجزائر و"البوليساريو" الهروب إلى الأمام ومنطق الإفساد، عبر مضاعفة التحركات الخطيرة وغير المسؤولة.