الرباط - كمال العلمي
وصل صدى الموقف الأوكراني من مخطط الحكم الذاتي المغربي إلى مخيمات تندوف، إذ شنت الأوساط الإعلامية التابعة للجبهة “هجوما عنيفا” على فولوديمير زيلينسكي، الرئيس الأوكراني، واصفة إياه بـ “المهرج الشرير”.وفور إعلان ديميترو كوليبا، وزير الخارجية الأوكراني، دعم بلاده لمخطط الحكم الذاتي، أبدت وسائل إعلام البوليساريو “جام غضبها” من القرار، معتبرة أن “الرئيس الأوكراني مجرد مهرج يتبع أجندات خارجية”.واستهزأت المصادر عينها بالحرب في أوكرانيا، مدعية أن “زيلينسكي قاد شعب بلاده إلى الحرب، بعدما سعى إليها منذ فترة طولية، لتصبح خارج يده وبيد الدول الغربية”.
دوامة الشك
في هذا الصدد، قال نور الدين باحداد، أستاذ جامعي متخصص في قضية الصحراء المغربية، إن “هجوم البوليساريو على أوكرانيا نابع من فقدانها الثقة أساسا في المنتظم الدولي، فموقف كييف الأخير ينسجم مع رؤية جل دول العالم”.وأضاف باحداد، في حديث ، أن “هاته الأوصاف القدحية التي وجهتها الجبهة للرئيس الأوكراني، تعبر بكل قوة عن الوضع الصعب الذي تعيشه، في ظل غياب أي مؤشرات على دعم خارجي لها باستثناء الجزائر، وهذه الأخيرة بنفسها تعيش وضعا مماثلا ظهر للعيان في زيارة تبون الفاشلة إلى البرتغال”.
“البوليساريو تحاول إظهار أوكرانيا بوجه استعماري، فقط لأنها قررت الانسجام مع الرؤية الدولية”، يتابع المتحدث عينه، قبل أن يستدرك بأن “موقف أوكرانيا وروسيا، البلدين اللذين يتعارضان في مواقفهما، واحد في قضية الصحراء، وهي مفارقة تلقتها الجبهة الانفصالية بنوع من الاستياء البليغ”.وشدد المتحدث على أن “السياسة الحكيمة للديبلوماسية المغربية أعطت نتائجها في كسب مواقف جل الدول بالعالم، أولها الولايات المتحدة الأمريكية التي بموقفها صارت جبهة البوليساريو في دوامة الشك التي ستؤدي في المستقبل إلى نهاية حلمها فاشل”.
هجوم بالوكالة
من جانبه، قال نوفل بوعمري، محام متابع لقضية الصحراء، إن “الهجوم الذي شنه تنظيم البوليساريو لا يمكن أن نعزله عن الموقف الجزائري من الحرب الروسية الأوكرانية، التي لم يخف فيها قصر المرادية انحيازه الكامل لروسيا، وتداركا منه لأية عقوبات محتملة قد تطبق عليه بخصوص هذا الانحياز، وفي ظل مطالبة أعضاء من الكونغرس الأمريكي والبرلمان الأوروبي بفرض عقوبات اقتصادية على بعض الدول الداعمة لروسيا في حربها مع أوكرانيا، لجأ نظام تبون لاستعمال البوليساريو لإعلان مواقف من كييف بالوكالة”.
وأضاف بوعمري، في تصريح، أن “أوكرانيا رغم كل النزاع الذي تعيشه والحرب التي أُقحمت فيها وتسببت في تدمير بنيتها التحتية وتهجير الشعب الأوكراني، إلا أنها لم تتأثر بذلك، بل استمرت في الإعلان عن الموقف نفسه الداعم لمغربية الصحراء والحكم الذاتي، وبقيت على مبادئها في الحفاظ على سيادة الدول”.وأورد المحامي المتابع لقضية الصحراء أن “البوليساريو ليست هي من قام بالهجوم على أوكرانيا، بل النظام الجزائري الذي لم يجد الجرأة لانتقاد كييف بشكل مباشر وعلني بعدما أصبح يعيش عزلة متوسطية كانت واحدة من مؤشراتها القمة العربية بالسعودية التي حضرها الرئيس الأوكراني”.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
الرئيس تبون يوجه رسالة لإبراهيم غالي بعد إعادة إنتخابه أميناً عاماً لجبهة البوليساريو
جبهة البوليساريو تعيش منذ فترة على صفيح ساخن بسبب خلافات وصراعات بين قادتها