الرباط ـ المغرب اليوم
كشفت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي عن ضابط الموساد الإسرائيلي الذي تولى ترتيب تهجير يهود المغرب إلى إسرائيل في سرية تامة. وذكرت القناة في تقرير مطول لها، لمناسبة بدء العام اليهودي الجديد، أن الموساد شن حملة عسكرية سرية لإقامة خلايا استخباراتية كثيرة في أنحاء شمال أفريقيا، حفاظًا على اليهود الذين فضلوا البقاء في دول مثل المغرب، تونس، والجزائر، بعد قيام الموساد بتهجير نصف مليون يهودي إلى إسرائيل.
وجاء التقرير على لسان حفيد ضابط الموساد المسؤول عن تهجير يهود المغرب، الذي قال إنه نشأ على حكايات جده شلومو حفيليو الذي توفي في شهر مايو/أيار الماضي فقط عن عمر يناهز 96 عامًا. وقال إن جده حكى له الكثير عن حياته في عصابات الهاجاناه الصهيونية، والعصابة السرية التي شكلها في مصر، والفترة التي عمل خلالها في الاستخبارات الإسرائيلية الموساد، وعمله كسفير بعد ذلك لإسرائيل في دول عدة.
وكشف عن افتتاح فرع للموساد في شمال أفريقيا كان يطلق عليه اسم "هامسجيريت"، كان مسؤولًا عن تنفيذ الهجرات غير الشرعية ليهود المغرب خلال خمسينيات القرن العشرين. وقال إنه بعد وفاة جده، بحثوا في أغراضه فعثروا على متعلقات وصور نادرة للغاية لجده ترجع إلى فترة مكوثه في المغرب كجاسوس بهوية مستعارة. وبحسب الحفيد، أرسل رئيس الموساد حينذاك، إيسار هرئيل، إسرائيليًا يدعى شلومو حفيليو لإجراء جولة دامت نحو 3 أشهر، امتدت من تونس حتى شاطئ المحيط في المغرب، حيث شكل خلايا استخباراتية صغيرة نشطت في بضع دول، وكانت حلقات وصل بين تل أبيب والدار البيضاء و8 مراكز أخرى في شمال إفريقيا وقد أرسِلت أسلحة وذخيرة لأعضاء الخلايا السرية.
تحدث ضابط الموساد حفيليو في فيديو نادر عن أحداث وقعت عام 1956، ادعى فيها أن خلية تابعة لجبهة التحرير الوطني الجزائرية ألقت قنبلة على مقهى يهودي، وكشف أن رجال الموساد الذين نشطوا في المنطقة عثروا على الخلية وقتلوا أفرادها انتقامًا. وفي عام 1956، أصبح المغرب مستقلا، لهذا أغلِقت الوكالة اليهودية فيه وحُظرت الهجرة إلى إسرائيل. رفضت السلطات إصدار جوازات سفر وتصاريح تنقل لليهود لهذا بدأت خلايا الموساد التي تنشط في المنطقة بالاستعداد لهجرة اليهود السرية إلى إسرائيل.
وبحث أفراد الخلية عن اليهود الراغبين بالهجرة إلى إسرائيل في كل أنحاء المغرب، وزوّروا جوازات سفر من أجلهم وهربوهم إلى إسرائيل بالسفن وجرى جزء من هذه النشاطات بالتعاون مع السلطات الإسبانية التي صادقت على العبور في أراضيها. وعملت هذه الخلايا طيلة 9 سنوات وساعدت على هجرة نحو 30 ألف يهودي سرًا عبر البحر واليابسة إلى اسرائيل.