الجزائر – ربيعة خريس
كشف الرئيس السابق لـ"حركة مجتمع السلم", أكبر الأحزاب الإخوانية في الجزائر, عبد الرزاق مقري, عن أن فرنسا تخطط منذ فترة لاختراق الجيش الجزائري , لكن باءت كل محاولاتها بالفشل حتى الآن. وقال إن فرنسا تعمل على حل مشاكلها الاقتصادية على حساب الجزائر ومستعمراتها القديمة، بالاعتماد على أقليات ليس لديها انتماء وطني ولا هدف لها سوى خدمة مصالحها ودعم شبكات الفساد, مبينًا أن فرنسا عملت جاهدة على خرق الجيش الجزائري لكن مساعيها لم تنجح، لافتًا إلى أن فرنسا نجحت في اختراق حزب "جبهة التحرير الوطني" الحاكم في الجزائر، وهو حزب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وتمكنت من زعزعته واختراقه والتحكم فيه رغم المقاومة التي لا تزال تصدر من الوطنيين الصادقين فيه.
ولخص مقري أعداء فرنسا في الجزائر في ثلاث جهات، وهم الجيش ووالوطنيين في حزب "جبهة التحرير الوطني" والإسلاميين، قائلاً: "الاستعمار الفرنسي في الجزائر حقق مكاسب كبيرة ثقافيًا، وحرك مصانعه بالوفرة المالية التي شهدتها الجزائر، ولكن المعركة لا تزال مستمرة إلى أن تكون العلاقة مع فرنسا هي علاقة ندية تحدوها المصلحة الوطنية، وليست علاقة التبعية والولاء المباشر وغير المباشر للاستعمار". واعترف مقري بنجاح فرنسا في تحريك جماعاتها الثقافية والإدارية العاملة في الجزائر، ومن ضمن ذلك ما يتعلق بتدابير إصلاح النظام التربوي، والإبقاء على اللغة الفرنسية لغة رئيسية في النظام التعليمي في الجزائر، رغم الدعوات الكثيرة والمطالبات بالاعتماد على اللغة الإنجليزية قبل الفرنسية، بسبب الانتشار الكبير لها على حساب اللغة الفرنسية في العالم.
وشهدت المؤسسة العسكرية في الجزائر, خلال الفترة التي واكبت الاستقلال, خلافًا حادًا بين الضباط الوطنين والمتخرجين من المدارس العسكرية العربية، والضباط الجزائريين الذين كانوا يخدمون في الجيش الفرنسي.