الجزائر – ربيعة خريس
كشفت تقارير صحافية بريطانية, نقلاً عن مصادر أمنية، عن وجود قرابة 300 مقاتل أجنبي، بينهم أطفال ونساء، داخل المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش" في الرقة والموصل. ورجحت السلطات البريطانية تصفية أولئك المقاتلين الأجانب، الذين لا يزالون في الموصل والرقة، وبعض منهم يسمون أنفسهم بـ"المقاتلون الجزائريون في الخارج".
وأكدت صحيفة "ديلي تليغراف" أن التنظيمات المسلحة المنتشرة في الدول التي تشهد أزمات أمنية داخلية، وتعيش حالة نزاعات عسكرية وحروب، تفضل استيراد المسلحين من الجزائر، لتستخدمهم في العمليات الفدائية أو "الجهادية"، وأحيانا كدروع بشرية، وفي كثير من الأحيان كانتحاريين.
وأوضحت تقارير أمنية ودولية أن بعضًا من الجزائريين الذين قاتلوا مع "المجاهدين الأفغان" توغلوا إلى الأراضي العراقية، للقيام بعمليات عسكرية ضد قوات التحالف, ووجدوا أنفسهم بعدها ضمن تنظيم "القاعدة في بلاد الرافدين"، الذي تحول إلى مرجع لـ"القاعدة في بلاد المغرب"، ليتحول إلى تنظيم "داعش" الذي يضم في صفوفه نحو 200 من الجزائريين، موزعين في العراق وسورية.
ووفق الأرقام التي سربتها قيادة الجيش الأميركي في العراق, فإن 20% من المحاربين الأجانب في العراق، والمقدر عددهم بنحو 2200 مقاتل, هم من أصل جزائري, وأغلبهم متخصص في العمليات الانتحارية.
وقالت تقارير أميركية إن ثمة خلايا في الجزائر احترفت مهمة تجنيد الشباب باسم "الجهاد في العراق". وأشارت تقارير أخرى إلى أن الجزائريين هم أكبر مجموعة داخل التنظيم في العراق، وعددهم 600 مقاتل، بنسبة 20% من إجمالي المقاتلين الأجانب في العراق.
ويسعى العراق إلى فتح قنوات تنسيق استخباراتي وأمني مع الجزائر، منذ آخر زيارة لمسؤولين عراقيين السنة الماضية، في وقت كان يعبر فيه إلى العراق ما بين 90 و110 متطرفين أجانب، 55 % منهم يحملون الجنسية السعودية، ويفجرون أنفسهم في الشهر الواحد، والآن ما يعبر للعراق من الحدود السورية تقريبًا واحد أو اثنين شهريًا فقط. وتتناقض الأرقام التي كشفت عنها قيادة الجيش الأميركي مع تلك التي كشف عنها كبار المسؤولين في الدولة الجزائرية, الذين أجمعوا على أن الجزائريين يعدون الأقل عددًا في صفوف تنظيم "داعش" في بؤر التوتر، مقارنة بنظرائهم المغاربة والتونسيين.
وأشار وزير الشؤون الدينية الجزائري، محمد عيسي, في تصريحات صحافية, إلى أن 100 جزائري التحقوا بالتنظيم. ووصف هذا الرقم بالضئيل جدًا مقارنة بالدول الأخرى, وأرجع ذلك إلى نجاح السلطات الجزائرية في محاصرة خلايا التجنيد, والرقابة الصارمة التي فرضت على المساجد والمواقع الإلكترونية. وقال وزير الخارجية السابق، رمطان لعمامرة, خلال حلوله ضيفًا على إذاعة الجزائر الدولية, إن عدد الجزائريين المغرر بهم الذين التحقوا بساحات القتال في سورية والعراق لا يتجاوز العشرات. وأكد أن كل السلطات عبر العالم تؤكد أن عدد الجزائريين في التنظيمات المتطرفة، على غرار تنظيم "داعش"، لا يتجاوز العشرات، وهم عمومًا من الجالية الجزائرية في الخارج.
وأمرت السلطات الجزائرية سفاراتها في كل من تركيا سورية والعراق وحتى لبنان، أي كل الدول التي لها علاقة بالحرب القائمة في هذه المناطق, بترقب ورصد حراك المقاتلين الجزائريين الموجودين في سورية والعراق، وإرسال تقارير بخصوصهم, خوفًا من عودتهم ومحاولة اختراقهم التراب الجزائري إضافة إلى ترقب اتصالاتهم الخارجية، نظرًا لوجود معطيات تؤكد وجود علاقة بينهم وبين الخلايا لنائمة التابعة لتنظيم "داعش" في الجزائر.