الرباط - كمال العلمي
تشارك تونس في مناورات “الأسد الإفريقي” التي تنظمها المملكة المغربية، والولايات المتحدة الأمريكية، وتعد منطقة المحبس إلى جانب أراض مغربية أخرى مسرحا لها.القيادة العسكرية الأمريكية بإفريقيا نشرت لائحة بجيوش الدول المشاركة في مناورات “الأسد الإفريقي”، ومن بينها الجيش التونسي، الذي سيشارك إلى جانب 8 آلاف جندي من 18 دولة عبر العالم.
وتتزامن هاته المشاركة مع “برود دبلوماسي” بين الرباط وتونس، إذ تبقى سفارتا البلدين بدون تمثيل إلى حدود الساعة، وسط “استمرار الخلاف” الذي أطلقه قيس سعيد، الرئيس التونسي، على خلفية تخصيصه استقبالا رسميا لزعيم ما يسمى تنظيم “البوليساريو”.ويستمر “التباعد الدبلوماسي المغربي التونسي”، في ظل تقارب قيس سعيد المتصاعد مع النظام العسكري الجزائري، سواء من خلال تعزيز التنسيق العسكري والمخابراتي أو من خلال وضع رؤية مشتركة حول القضايا الخارجية.
في هذا الصدد يرى الحسين كنون، رئيس المرصد المغاربي للدراسات السياسية الدولية، أن “مشاركة الجيش التونسي تندرج في إطار الاتفاقية التي تنظم مناورات الأسد الإفريقية، وتحرص على دعوة الجيوش الصديقة، ومن أهمها التونسي”.وأضاف كنون، في تصريح ، أن “استدعاء الجيش التونسي للمشاركة في المناورات يبقى في سياق التعاون العسكري بين أمريكا والشركاء بالقارة الإفريقية، ولا يمكن إخراجه من ذلك”.
وأردف رئيس المرصد المغاربي للدراسات السياسية الدولية بأن “البرود الدبلوماسي بين تونس والمغرب يبقى مرتبطا بالأساس بمواقف الرئيس قيس سعيد الشخصية، التي تخالف تماما توجهات الشعب التونسي، وحتى القيادات الحزبية والعسكرية، تجاه المملكة المغربية”.“العلاقات بين تونس والمغرب متجذرة في التاريخ، ولا يمكن أن تتأثر بقرارات سعيد الطائشة”، يستطرد المتحدث عينه، مبينا أن “مشاركة الجيش التونسي يمكن قراءتها من منطق البادرة الطيبة التي يريد سعيد التأكيد عليها تجاه المغرب”.
وأورد كنون في السياق عينه أن “المغرب منفتح دائما أمام خيار التحول الإيجابي في العلاقات مع تونس، لأنه يعلم جيدا أن الشعب التونسي بمختلف هيئاته السياسية يجد أن الروابط مع المغرب مشتركة”.“خروج سعيد عن الرغبة الشعبية والسياسية باستقباله ابن بطوش حرم تونس من فرص التعاون مع المغرب”، يخلص المصرح، مؤكدا في الوقت عينه أن “مشاركة الجيش التونسي دليل واضح على انسلاخ المؤسسات التونسية عن توجهات سعيد الشخصية”.
الأمر ذاته يؤكده إسماعيل حمودي، الخبير في العلاقات الدولية والإستراتيجية، إذ شدد على أن “المشاركة تأتي في خيار سيادي للجيش التونسي بعيد تماما عن البرود الدبلوماسي بين تونس والمغرب”.وأضاف حمودي، في تصريح، أن “الجيش التونسي يمكنه المشاركة في المناورات نظرا لعضويته كـ’ملاحظ’ بحلف ‘الناتو’، وكذا لتشاركه عقيدة عسكرية قريبة من المغرب، تهم احترام وحدة وسيادة الدول”.
وأضاف المتحدث عينه، أن “المغرب يعلم جيدا أن مواقف قيس سعيد بعيدة تماما عن العقيدة السياسية للدولة التونسية، التي تسير في اتجاه احترام المؤسسات والقوانين، إلى جانب احترام السيادة المغربية، وتشجيع التعاون والتبادل بين البلدين”.“الطبيعة العميقة للدولة التونسية تختلف تماما عن توجهات قيس سعيد وقراراته”، يورد الخبير في العلاقات الدولية والإستراتيجية ذاته، موضحا أن “مشاركة الجيش التونسي دليل واضح على صحة هذا الطرح”.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
انطلاق الدورة ال 19 من مناورات "الأسد الإفريقي" 2023 في المغرب
القوات المسلحة الملكية تُنوع الشراكات العسكرية بالاستعانة بمنظومة صاروخية صينية