مراكش - المغرب اليوم
حقق القطاع السياحي في مراكش، أرقامًا غير مسبوقة خلال العام الماضي، كشف عنها تقرير للمجلس الجهوي للسياحة، فلأول مرّة تجاوز عدد السياح الوافدين على المدينة الحمراء عتبة مليوني زائر، كما تجاوزت ليالي المبيت فيها سبعة ملايين ليلة، لتحافظ بذلك المدينة على تصدرها لقائمة ليالي المبيت في مؤسسات الإيواء السياحية المصنفة على المستوى الوطني، وتظل الوجهة السياحية الأولى في المغرب وأفريقيا، ومن بين أفضل الوجهات على الصعيد العالمي.
واستنادًا إلى التقرير، فإن الأنشطة السياحية في مراكش سجلت تقدمًا مهمًا مقارنة مع العام ما قبل الماضي، مسجلة نسبة نمو بمعدل رقمين، كما ارتفع عدد الوافدين بنسبة 20%، وحققت ليالي المبيت، بدورها، تطورا بنسبة 18%، فيما نسبة الملء بلغت 56%، محققة ارتفاعًا بمعدل أربع نقاط.
وإذا كانت الأرقام الرسمية لكتابة الدولة في السياحة تشير إلى أن عدد السياح الذين زاروا مراكش، حتى متم شهر أكتوبر المنصرم، بلغ أكثر من مليون و916 ألف سائح، فإن المسؤول عن التواصل بالمجلس الجهوي للسياحة بالمدينة، عبداللطيف أبو ريشة، يشدد على أن الأرقام المتوفرة لدى المجلس دقيقة، وتؤكد بأن السقف المذكور تم تخطيه بآلاف السياح حتى حدود نهاية شهر ديسمبر الفارط.
وأضاف أبو ريشة، بأن مراكش حافظت على صدارتها للسياحة الوطنية للعام الـ 16 على التوالي، أي منذ 2001، بجميع المقاييس، سواء على مستوى أعداد السياح، أو الاستثمارات السياحية، وعلى صعيد البنيات التحتية، وأعداد اليد العاملة في هذا القطاع بالمدينة، موضحًا بأن المدينة تتوفر على 65 ألف سرير في هذا المجال، وهو ما قال إنه يشكل 48% من الطاقة الاستيعابية للإيواء السياحي في المغرب، كما تحتل الريادة على مستوى ليالي المبيت، التي قال إنها تصل إلى 42% وطنيًا، ويعمل بالقطاع السياحي بالمدينة أكثر من 200 ألف عامل وموظف، 40 ألف منهم بشكل مباشر والباقي بطريقة غير مباشرة.
وأكد أبو ريشة بأن مراكش احتلت صدارة الوجهات السياحية على الصعيد القاري للعام الثالث على التوالي، متبوعة بجوهانسبورغ بجنوب أفريقيا، فيما تحتل المرتبة الخمسين عالميًا من بين 250 وجهة دولية منافسة، وأرجع المجلس الطفرة السياحية في مراكش، خلال العام المنصرم، إلى انتعاشة أهم الأسواق التقليدية المصدرة للسياح الأجانب للمغرب، ممثلة في الدول الإسكندنافية، التي أوضح المجلس بأنها سجلت أقوى ارتفاع بـ 90 في المائة، تلتها ألمانيا زائد 56 في المائة، وإسبانيا "زائد 28 في المائة"، وفرنسا "زائد 19 في المائة".
كما أرجع التقرير هذا التطور إلى عوامل أخرى، وفي مقدمتها النجاح الكبير الذي عرفه تنظيم الدورة الـ 22 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة حول المناخ "كوب 22" في المدينة الحمراء، والذي قال إنه "ساهم في الرفع من إشعاع المغرب، ومدينة مراكش بشكل خاص، وإبراز مكانتها كوجهة جذابة وآمنة، تمتلك كل المقومات لاحتضان تظاهرات عالمية كبرى".