الجزائر - ربيعة خريس
تنطلق الجولة الثانية من الحوار الثنائي المشترك بين الجزائر وأميركا، الخميس، في واشنطن، بشأن مكافحة التطرف وتبادل المعلومات والتعان الاستخباراتي، في إطار تهديدات تنظيمي "داعش" و"القاعدة في بلاد المغرب العربي الإسلامي". ويرأس وزير الشؤون المغاربية الجزائري، عبد القادر مساهل، الوفد الجزائري الذي يشارك في أعمال الدورة الرابعة للحوار الثنائي بين الجزائر والولايات المتحدة الأميركية بشأن الأمن ومكافحة والتطرف العنيف، وعرض التجربة الجزائرية في مجال القضاء على التطرف.
ويلتقي مساهل مع عدد من الشخصيات الأميركية ومسؤولين سامين في الدولة. وتتناول المباحثات تهديدات تنظيم "داعش"، و"القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، وأيضًا التنظيم المتطرف الجديد الذي أعلن عن ميلاده أخيرًا، ويسمي نفسه بـ"أنصار الإسلام والمسلمين"، ويتخذ من شمال مالي، على الحدود مع الجزائر، موقعَا له، حيث أصبح هذا التنظيم المتطرف، الحديث النشأة، يشكل مصدر قلق كبير للجزائر وأميركا وعدد من الدول، خاصة بعد التهديدات التي أطلقها أميره.
وكشف أمير تنظيم "نصرة الإسلام والمسلمين" المتطرف، إياد أغ غالي، عن أعداء جماعته الجديدة، التي تضم "إمارة الصحراء"، التابعة لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، و"كتيبة المرابطون"، التي يقودها مختار بلمختار، و"كتائب ماسينا"، حيث قررت، في مارس / آذار الماضي، الاندماج في جماعة واحدة أطلق عليها اسم "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين"، حيث أكد أن أعداءه هم كل من فرنسا، وأميركا، وألمانيا، وهولندا، والسويد، وتشاد، وغينيا، وساحل العاج، وبوركينافسو، والسنغال، والنيجر.
وقال المتحدث، في مقابلة مع صحيفة "المسرى"، الصادرة عن تنظيم "القاعدة" في اليمن، إن جماعته العسكرية ستعتمد في الانتشار على أكبر رقعة جغرافية ممكنة، والسعي إلى استنزاف "العدو" باستهدافه في كل مكان، وتحريض الناس عليه، والحرص على كسب الحاضنة الشعبية وتقوية العلاقات معها، والحفاظ عليها. وكثفت الجزائر والولايات المتحدة، أخيرًا، من تعاونهما في المجال الأمني الاستخباراتي، لمكافحة التطرف والتنظيمات التي أصبحت تشكل تهديدًا أمنيًا كبيرًا على الأمن القومي.
وأكد معهد واشنطن، في ورقة بحثية نشرها على موقعه الإلكتروني، أن السلطات الجزائرية قدمت قائمتين تحتويان على أسماء أكثر من ألف مشتبه فيه، لهم علاقة بالتنظيمات المتطرفة، وموجودين حاليًا على الأراضي الأميركية والأوروبية.
وذكر مُعد التقرير، الخبير في الشؤون الاسترايتجية والأمنية، حكيم غريب، أن الجزائر عرضت على الولايات المتحدة وأوروبا تعاونها في المجال الأمني وتبادل المعلومات، مقابل أن تسليمها قائمة المتطرفين الجزائريين المطلوبين دوليًا. واشاد المعهد بتجربة الجزائر في مكافحة الجماعات المتطرفة وطرق عملها، حيث أصبحت خبرتها مطلوبة لدى العواصم الغربية، للتمكن من مكافحة هذه الظاهرة، وعلى رأسها الولايات المتحدة، وهو ما دفعها إلى إبرام تعاون أمني معها في مكافحة التطرف.
وأوضح التقرير أن دولاً كبرى في العالم وجهت أنظارها نحو الجزائر، للاستفادة من خبرتها في مكافحة التطرف. ولم يقتصر التعاون الأمني على مكافحة التطرف فقط، بل شمل دعم الحلول السلمية والسياسية للنزاعات في المنطقة، خاصة في مالي وليبيا، في ظل دعم واشنطن والمجتمع الدولي للوساطة الجزائرية لحل الأزمة السياسية في شمال مالي، وإقامة حوار شامل بين الأطراف الليبية، لإنهاء حالة الفوضى والانقسام.