الرباط _ المغرب اليوم
منذ أكثر من أسبوع امتنعت وزارة الصحة عن نشر أرقام ملء أسرة الإنعاش الخاصة بمرضى "كوفيد-19"، وهو ما أثار انتقادات نقابيين ومختصين؛ ففي وقت يطالب متابعو الشأن العام بإعلان تفاصيل أكثر تهم الوضع الوبائي، تم التقليص من معطيات مهمة.
وعزا نقابيون امتناع الوزارة عن إعلان نسبة امتلاء أسرة الإنعاش إلى "انفجار الوضع الوبائي"، وارتفاع الحالات النشطة، وهو ما سينتج عنه ارتفاع في الحالات الحرجة التي تستدعي الإنعاش، وبالتالي امتلاء الأسرة بشكل كامل، خاصة في مناطق معينة قد يحدث فيها ضغط كبير.
وأشار حمزة إبراهيمي، عضو المجلس الوطني للنقابة الوطنية للصحة المنضوية تحت لواء الفيدرالية الديمقراطية للشغل، إلى "تزايد الحالات النشيطة بشكل صاروخي منذ بداية أكتوبر المنصرم"، مؤكدا أن "العدد الافتراضي للحالات الخطيرة سيعرف هو الآخر ارتفاعا، وخاصة في صفوف الفئات الهشة وكبار السن، وبالتالي ستعرف أقسام الإنعاش وفود أعداد أكثر، خاصة مع التحول الموسمي للطقس".
وتابع إبراهيمي: "هذا للأسف بالفعل ما حصل، إذ سجل المغرب خلال الشهرين الأخيرين ارتفاع بـ 80 في المائة في مجمل الإصابات العادية والخطيرة والوفيات منذ إعلان تفشي الوباء شهر مارس الماضي؛ وهو ما يعكس نسبة الحالات الخطيرة التي تستوجب الخضوع للاستشفاء في أقسام الإنعاش الكوفيدي، التي وصلت إلى أزيد من 517 حالة تحت التنفس الاصطناعي من ضمن أزيد من 1000 حالة خطيرة حسب إحصائيات وزارة الصحة، وهو المعدل الذي كانت تقدره الوزارة في عدد أسرة الإنعاش ونسب الحالات الخطيرة عند انطلاق عملية محاصرة تفشي الفيروس".
وأكد إبراهيمي أن "نسبة الملء في أقسام الإنعاش على الصعيد الوطني مرتفعة، ويمكن أن نرى أقساما لا يتوفر بها سرير شاغر؛ وذلك مع الأخذ بعين الاعتبار التفاوتات المجالية، سواء في العرض الصحي على مستوى توفير خدمات كوفيد أو حتى الوضع الوبائي على صعيد كل إقليم أو جهة"، على حد قوله.
ونبه الفاعل النقابي في القطاع الصحي إلى أن "الوضع بكل تأكيد مقلق، خاصة إن أضفنا ارتفاع الإصابات في صفوف مهنيي الصحة وانخفاض معدل الكثافة الطبية والتمريضية أصلا بالمغرب، وهو الأمر الذي يعكسه اليوم الخصاص الكبير في مقدمي العلاجات".
وأوضح النقابي ذاته أن "إنعاش مريض واحد مصاب بفيروس كورونا يرقد بقسم الإنعاش يتطلب انخراط وتعبئة طبيب وممرضين على أقل تقدير؛ دون أن نغفل أن العديد من الأطر الصحية أصيبت بالاستتنزاف والاحتراق المهني في ظل غياب التحفيز، وإلغاء العطل الإدارية وكثرة الإصابات، وارتفاع ضغط العمل والاقتطاعات الجائرة".
وأكد المتحدث ذاته أن "الأمل الأوحد اليوم الذي يتراى في الأفق القريب هو الانخراط الواسع في عملية التلقيح ضد فيروس كورونا، التي ستنطلق في القريب، بانخراط واسع من قبل الأطر الصحية"، مردفا: "هذا هو طوق النجاة الذي يجب أن نتشبث به جميعنا. ويجب على جميع فئات المجتمع الإقبال المكثف على التطعيم والمشاركة في حملات التوعية والحث على التلقيح ومحاربة كل الرسائل المغلوطة التي يتم ترويجها، إذ لا يوجد اليوم أمامنا إلا خياران؛ إما التلقيح أو المجازفة بالإصابة بالفيروس
قد يهمك ايضا: